بعد وقوع حادث انفجار موقع تجارب عسكرية، في الـ8 من أغسطس الجاري، بالقرب من مدينة سيفيرودفينسك في الشمال الروسي، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء مختلفة حول طبيعة وحجم الحادث، وذهبت بعض الأنباء إلى الربط بين الحادث، والتسريب النووي في مفاعل تشيرنوبل.
حول ذلك، علق نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، الدكتور علي عبد النبي، حسبما نقلت عنه فضائية "روسيا اليوم"، مؤكدا على أن ما وصل إلينا من معلومات لا يكفي لتكوين تصور كامل عن طبيعة الانفجار، لكن ما يمكن تأكيده بالقطع، هو أن الفيديوهات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لا علاقة لها بأي انفجار نووي من قريب أو بعيد. فالانفجارات النووية لا يتصاعد منها دخان أسود تحت أي ظرف من الظروف، الدخان الأسود خاص باحتراق المواد الأحفورية. ثم كيف تسنى لأحدهم تصوير الانفجار منذ بدايته وكأنه على علم بوقوع الحادث؟ كما أن المفاعل النووي لا ينفجر، ما يمكن أن ينفجر هو الهيدروجين، أما المفاعل فينصهر، مثلما حدث في تشيرنوبل".
اقرأ أيضاً: كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية يكشف حقيقة انفجار نووي في روسيا
ووفقا للخبير النووي، فإن تلك الأسئلة تطرح أمامنا الرواية الحقيقية لما نراه من تهويل وفقاعات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يمكن أن تكون بعيدة عن مصالح سوق تصدير الطاقة النووية والمحطات في العالم، والذي أصبحت شركة "روس آتوم" الروسية تتصدره، وشغلت بذلك مواقع الشركات الأمريكية والكندية والفرنسية والكورية الجنوبية، لذلك فمن مصلحة الإعلام الغربي تضخيم الحادث النووي الصغير، والذي لا يمكن بأي حال مقارنته بأي حادث نووي مثل تشيرنوبل وغيره. هذا، على حد تعبير الخبير، "محض هراء".
وتابع عبد النبي: "إن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي ببساطة هو فقاعة و(تريند) تغذيه وسائل الإعلام الغربية بتكهنات ونظريات، ويشعل ذلك على مواقع التواصل جمهور من المستخدمين غير المتخصصين في مجال الطاقة النووية، أو في أي مجال علمي آخر".
اقرأ أيضاً: انفجار نووي في روسيا.. موسكو توصي سكان قرية قريبة بالمغادرة غداً
ولعقد مثال على الكوارث الضخمة التي تسببها التكنولوجيا وأحجامها المريعة، حادث تسرب الغاز من مصنع "يونيون كاربايد" عام 1984، والذي راح ضحيته في الثواني الأولى من الحادث على الفور 5000 قتيل، في أسوأ حادث صناعي في العالم. وحتى حادث تشيرنوبل، الذي كان الكارثة الأكبر في مجال الطاقة النووية، راح ضحيته 53 قتيلا (بالطبع ذلك لا ينفي خطورة الكارثة، وخطورة التسرب النووي).
إن تجارب التكنولوجيا غالبا ما تحمل ضحايا من العلماء والعاملين في حقلها، لكن الإنسان في تطوره المستمر لا يستطيع الحياة في غنى عنها، ولم يعد بإمكاننا اليوم أن نتخيل حياتنا دون إسهامات التكنولوجيا في شتى مناحي الحياة.