هل الإيمان بالله كذبة كبيرة اخترعها الإنسان ليستعين بها على ضعفه أمام القوى التي تفوق قوته في الحياة أم أم أن الإيمان بأن هناك خالق للحياة والكون حقيقة يمكن إثباتها علميا ؟ هل هناك دليل مادي على أن هناك إله للكون ؟ وهل هناك دليل عقلي على أن هناك إله يجب أن يعبده الناس ويلجأوا له وقت الرخاء ووقت الشدة؟ أم أن الإيمان كذبة كبيرة نعيش فيها وندعيها ولكن لا نعمل بمقتضاها؟ الحقيقة العلمية التي لا خلاف عليها حتى الآن أنه لا يوجد أي دليل مادي على أنه لا يوجد إله ! فمنذ ظهرت الأفكار التي تنكر وجود الله والأفكار الإلحادية لم يستطع أبدا أى شخص من دعاة الإلحاد أن يقدم دليلا ماديا على أن هذا الكون خلق نفسه بنفسه بدون إله، وحتي على مستوى الأدلة العقليةلم يثبت أحد أبدا أن هذا الكون خلق نفسه بنفسه، وحول هذا يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون
اقرأ أيضا : أنطوني فلو أشهر فيلسوف للإلحاد يتحول للإيمان بوجود إله بعد تطور علم الأحياء
لكن لم يظهر الإلحاد كتيار علمي له أساس نظري إلا في القرن العشرين مع كتابات السير أنطوني جيرارد نيوتن فلو وهو فيلسوف بريطاني، اشتهر بكتاباته في فلسفة الأديان، كان فلو طوال حياته ملحدا وألف العديد من الكتب التي تدحض فكرة الإله من خلال التركيز على نقد علم اللاهوت المسيحي ويعتبر مؤسسا لتيار الإلحاد، لكن المفاجأة أن السير أنطوني جيرارد نيوتن فلو أنه وفي آخر حياته وقبل أن يموت في 2010 ألف كتابا نسخ كل كتبه السابقة وقد تجاوزت ثلاثين كتابا يدحض فكرة الإلحاد، بعنوان: هنالك إله، وقد تعرض السير أنطوني جيرارد نيوتن لحملة تشهير ضخمة من المواقع الإلحادية في العالم وذلك لأنه ولخمسين عاما كان يعتبر من أهم منظري الإلحاد في العالم ثم فاجأ العالم وأعلن أنه مؤمن بوجود إله بعد أن تبعه عدد كبير من الملحدين الذين أسسوا معه لتيار الإلحاد، لكن السير أنطوني جيرارد نيوتن فلو فلو بعلميته في الطرح واستشهاده بقوانين الطبيعة لاثبات آرائه، وقد بدأ يتخلى عن الإلحاد بعد تفحص عميق للأدلة ثم أعلن ما اعتبر صدمة قوية في وسط الفكر الإلحادي في العالم تحوله إلى الإيمان بوجود إله بعد أن تسبب في إلحاد ملايين الأشخاص