تعتبر من الصناعات الهامة قديما والتي كان لها دورا كبيرا في تشييد آلاف المنازل، ولكن تغير الحال في تلك الأيام وهجرها الكثيرون بسبب صعوبة العمل بها وقلة الدخل الوارد منها بالمقارنة بغيرها من المهن.
صناعة الطوب اللبني أو ما يطلق عليه البلدي في كثير من القرى تحتاج جهد كبير ولا يقدر عليه إلا الشباب وما ندر من الكبار وخاصة أن مراحلها تشمل حمل ونقل كميات كبيرة من التراب أو الطين مما يستدعي أن يكون العامل بها ذو قوة كبيرة لعمل ذلك.
يروي سيد علي، 35 عام، أحد العاملين بتلك المهنة أنه يعمل بها منذ الصغر، حيث خرج للدنيا ووجد والده وأجداده وعائلته تمتهن تلك المهنة ويقتاتون منها عن طريق العمل لدى الغير من أصحاب مصانع الطوب اللبني.
وأضاف سيد أنه يتحصل فى اليوم على 80 جنيه وقد يكون أقل من ذلك في كثير من الأيام إذا كان الأجر مرتبط بالربح، وإن كان باليومية فلا يزيد عن 100 جنيه، ولا يتوفر العمل يوميا فقد تأتي أيام ولا يعمل بها مما يجعله يجد صعوبة في الإنفاق على أسرته المكونة من 6 أفراد وبهم أطفال بالمدرسة .
وأكد أنه يقوم بالصباح الباكر لينغمس في الطين ويعمل على تسويته برفقة بعض العاملين معه وإعداده للصنايعي الذى يقوم بمسح الطوب .
ويؤكد أحد أصحاب المصانع ويدعي علي عبدالعال، أنه يعمل منذ سنوات بتلك المهنة وأنه يتحصل على التراب الذي يقوم بعمل الطوب اللبني منه عن طريق شراء الجرار الزراعي بقرابة 120 أو 160 جنية من الأراضي الزراعية التي يرغب أهاليها في تجريفها، أو من المنازل القديمة المهدمة، بالإضافة إلى شراء الدمس والتبن والقش وتكسيره ليضاف إلى تلك الأتربة .
_ مراحل صناعة الطوب اللبني
وأضاف أنه يتم عمل مخمرة كبيرة عبارة عن خليط التراب أو كسر المنازل من المباني الطينية ويضاف إليها تبن أو دمس أو رماد ويضاف إليها مياه لفترة تقارب 24 ساعة ليذوب ذلك الخليط جيدا وبعدها يقوم العمال بالنزول فيها وهرسها جيدا وخلطها.
وأضاف أنه يتم بعد ذلك تركها فترة وجيزة أو يمكن العمل منها مباشرة عن طريق نقلها بالبرويطة أو على جوال خيش للصنايعي الذي سيقوم بتقطيع العجينة إلى طوب مستخدما قالب طوب من الخشب بمقاس 10 في 20 سم.
وأوضح أنه يتم رمي ورش بعض التبن أو الدمس أسفل الطوب قبل تقطيعه ليسهل خلعه فيما بعد من الأرض، ويترك لمدة تقارب 4 أيام في الصيف ويتم تقليبه، أو أسبوع فى الشتاء ويتم تقليبه على كافة الجوانب حتى يجف ثم ينقل إلى مكان التشوين ليستخدم فى البناء أو وضعه في قمينة ويشعل النيران بها ليصير طوب بلدي أحمر جاهز للبناء.