سجلت محافظة المنيا "عروس الصعيد" على مدار الثماني سنوات الماضية العديد من حالات الاختطاف والاحتجاز لأبناء عدد من القرى بالأراضي الليبية، ما بين الاحتجاز لدى السلطات الليبية والاختطاف والذبح على أيدي الميليشيات الإرهابية والمسلحة وعبور صحراء الموت بطرق غير شرعية والموت جوعا بها؛ فى سبيل البحث عن لقمة عيش لعدد كبير من الشباب، حتى باتت الأراضي الليبية مقبرة للنازحين إليها من المصريين بطرق غير شرعية.
وفي أواخر عام 2012 استهل عدد من الشباب بمحافظة المنيا رحلتهم؛ بعد أن قرر قرابة الـ50 شابا السفر عن طريق الصحراء ووضعهم أحد السماسرة في منتصف الطريق وكان عليهم مواصلة السير وسط صحراء الموت حتى يصلوا في نهاية المطاف إلى الأراضى الليبية؛ ليبدأوا البحث عن العمل هناك، إلا أن الأمر زاد سوءا واكتست الصحراء بجثامين المصريين بعد أن انتهى ما يملكونه من مأكل ومشرب حتى استدعى ذلك قيامهم بتناول مياه "البول" تلك الرواية التي يرويها الناجي الوحيد من الحادث "بشار عبد السميع".
ومع حلول شهر فبراير عام 2015 أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عن ذبح 21 مواطنا مصريا جميعهم أقباط مقيمون بقرى العور ودفش والسوبي بمركز سمالوط كانوا قد فقد ذويهم التواصل معهم حتى أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي ذبحهم بطريقة وحشية وبث مقطع فيديو للحادث.
من جديد احتجز 21 مصريا من أبناء ساقية داقوف بعد أن تم احتجازهم من قبل مسلحين فى نهاية ديسمبر عام 2015، وتمكنت السلطات المصرية بالتعاون مع السلطات الليبية من إعادتهم، وعلى متن طائرة خاصة عاد أبناء ساقية داقوف وكان في استقبالهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن ثم استقلوا أتوبيس توجه إلى ديوان عام محافظة المنيا وسط فرحة عارمة من ذويهم؛ وذلك فى التاسع عشر من شهر يناير عام 2016.
وفي شهر أغسطس عام 2016 احتجز الجيش الليبي 10 عمال مصريين من قرية "تندا" التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، على بوابة مدينة مصراتة منذ قرابة 25 يوما، وفي التاسع من شهر سبتمبر من العام ذاته عاد من جديد أبناء قرية تندا إلى أحضان ذويهم.
وأوضح أهالى قرية ساقية داقوف التابعة لمركز سمالوط شمال المنيا، أن 6 من أبناء مركز سمالوط تم احتجازهم قرابة الـ 20 يوما بعد توقيفهم قبالة بوابة طارق بن زياد في مدينة بني غازي بالأراضى الليبية دون أسباب معلنة كانوا قد توجهوا منذ عام تقريبا للعمل بالأراضي الليبية في مجال المعمار وأسواق الخضار والفاكهة بمدينة بني غازي.
واستكمل الأهالي أن المحتجزين من أبناء قرية ساقية داقوف هم كل من الشقيقين " محمد حسن علي كامل، و" بدري"، و"جمال عبدالناصر علي كامل"، و"محمد قاعود أبو العزايم مازن"، و"وليد منتصر علي كامل" فيما تم احتجاز آخر يدعى "محمود وحيد فتحي" من أهالى قرية العكايشة التابعة لذات المركز.
وناشد أهالي المحتجزين بضرورة تدخل السلطات المصرية لمعرفة سبب احتجاز أبناء قريتي العكايشة وساقية داقوف وبحث أزمتهم حيث أنهم تم احتجازهم دون أسباب تعلن.