الليبرالية هى فكرة غربية نشأت في الغرب كرد فعل على مظالم الكنيسة، وقد ذهبت الليبرالية في معارضتها للكنيسة للحد التي وضع فيها مفكرو الليبرالية الإنسان في مكانة أعلى من أى نص ديني آخر، بل أن البعض يري أن الليبرالية هي في حقيقة الأمر دين جديد وضعه المتمردون على الكنيسة في تحدي لسلطاتها التي كانت مطلقة على الإنسان في الغرب قبل عصر التنوير، فالليبرالية هى مصطلح أجنبي معرب مأخوذ من (Liberalism) في الإنجليزية ، وهي تعني " التحررية ". وهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية ، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد ، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين ، مثل حرية التفكير ، والتعبير ، والملكية الخاصة ، والحرية الشخصية وغيرها، فهل يمكن أن يكون المسلم ليبراليا ؟
اقرأ ايضا : هل يمكن أن يرى إنسان الله في المنام اعرف رأى دار الإفتاء حول ذلك
هل الليبرالية تتناقض مع الدين وهل يجوز للمسلم أن يكون ليبراليا ؟
يري فريق من المفكرين الإسلاميين أن الليبرالية أيديولوجيا مكتملة الأركان، مصادمة للدين بالضرورة، وليس للإسلام فقط بل مصادمة لكل مسارات التدين، وأن الجمع بينهما هو من باب الجمع بين المتناقضات المتعارضات الضدية، ولهذا السبب يري هذا الفريق أنه من المستحيل أن يكون المسلم ليبراليا، لكن فريق ثاني يري العكس من ذلك، ويعتقد هذا الفريق أنه من الممكن الوصول لنسخة من الليبرالية لا تصطدم بالدين خاصة بالدين الإسلامي، ويعتقد الفريق الثاني أن مصطلح "الليبرالية الإسلامية" صحيح من حيث أصل الإجراء؛ لأن الليبرالية ـ بمرونتها ونسبياتها ـ قادرة على احتضان المبادئ العامة للإسلام بالنظر إلى أن الإسلام كان من الأديان التي أعلى من شأن الإنسان وجعل مصلحة الإنسان هى المصلحة التي صحيح الشرع وفقا للقاعدة التي سارت عليها كل المذاهب الإسلامي وهي أنه حيثما تكون المصلحة، فثم شرع الله.