حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله .. هل الإسلام يحمل بذور الليبرالية ؟

يأخذ فقهاء المذاهب الإسلامية بمبدأ في تقرير قواعد الفقه مفاده : حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله، وذهب جمهور من الفقهاء إلى أن عبارة حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله لا تؤخذ على إطلاقها، وإنما تقبل فيما لم يحكم فيه نص صحيح صريح، وهذا هو مجال المصلحة التي عرفت لدى الأصوليين بـ "المصلحة المرسلة" وهي التي لم يرد نص شرعي خاص باعتبارها ولا بإلغائها، وقد اشترط للعمل بهذه المصلحة شروطا، أولها وأهمها: ألا تعارض نصا محكما، ولا قاعدة قطعية، وإلا كانت مهدرة ملغاة، كما ذهب جمهور من الفقهائ أن عبارة حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله، لا تعني أن يتلاعب بالدين باسم المصلحة، فما نص الشرع على تحريمه فهو مفسدة لا مصلحة فيه بحال، لكن المراد بهذا ما كان من الأمور المتغيرة المتجددة الحادثة، واجتهد من له الحق في الاجتهاد أن في ذلك مصلحة فثم شرع الله

اقرأ ايضا : هل الليبرالية تتناقض مع الدين وهل يجوز للمسلم أن يكون ليبراليا ؟

حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله .. هل الإسلام يحمل بذور الليبرالية ؟

ولكن هل تعني حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله يمكن أن تؤسس لما يطلق عليه بعض المجتهدين بمنحى الليبرالية الإسلامية ؟ وحيث يذهب هؤلاء إلى أن اعتبار أن مصلحة الفرد المسلم هى شرع الله تعني أن الإسلام قد تضمن المبدأ الأعلى الذي قامت عليه الليبرالية من تقديم مصلحة الإنسان على ما عداها، ولكن الأخذ في الاعتبار الاختلاف بين الظرف الديني والسياسي في الشرق وبين الظرف الديني والسياسي في الغرب، فقد ظهرت الليبرالية في الغرب كرد فعل في الغرب على سحق الكنيسة للحرية الفردية وإهدار رجال الكنيسة لمصالح الأفراد، كما يجب الأخذ في الاعتبار أيضا أن الليبرالية نشأت في مجتمع مقهور من قبل الكنيسة. وهي نتاج بشري لا يمكن مقارنته بما جاء من عند الله من أحكام تمثلت في القران الكريم الذي ما هو الا حياة تمثلت في النبي محمد، ولا يحتاج إلى تعديل في أفكاره.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً