تتضمن الليبرالية أمورا إيجابية مثل إكرام الإنسان، وعدم إهدار حقوقه، وإعلاء قيم المساواة بين الناس، ولكن هل لماذا يعتبر كثير من علماء الدين أن الليبرالية تتعارض مع الإسلام ؟ وهل هناك بذور ليبرالية في التراث الإسلامي ؟ يذهب جمهور من الفقهاء إلى أن إيجابيات الليبرالية لا تخلو من جوانب سلبية، لأنها حريات مفتوحة غير منضبطة فحقوق الإنسان فتح مجال الإلحاد، والفساد الأخلاقي إلى درجة الشذوذ، والفردية أصبحت شحا مطاعا، وهوى متبعا، وأنانية مقيتة، والديمقراطية التي تعني أن من حق الأغلبية تشريع أى قانون أو وضع أى نظام قانوني حتي لو تعارض هذا القانون مع أساسيات الدين ومتقضيات الشريعة الإسلامية وذلك على اعتبار أن الليبرالية تقوم على اختيار الأغلبية حتى لو اختارت الأغلبية تقنين ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
اقرأ ايضا : حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله .. هل الإسلام يحمل بذور الليبرالية ؟ هل تعطيل عمر بن الخطاب لحد السرقة فكرة ليبرالية مبكرة في تاريخ الإسلام ؟
لكن مع ذلك فإن اجتهادات ذهبت إلى الباحث المصري في الشئون الإسلامية توفيق حميد ، والمقيم في الولايات المتحدة، قد ذهب للقول بأن قول الله تعالى في سورة الزمر : واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ، هى الآية التي يمكن من خلالها التأسيس لليبرالية تتفق مع العقيدة الإسلامية، واعتبر حميد أن إقدام الخليفة عمر بن الخطاب على تعطيل حد السرقة في عام الرمادة، تغليبا لمصلحة الأفراد وإعلاء لمصلحة الفرد على النص القرآني نفسه الذي لا لبس فيه بقطع يد السارق، فإن عمر بن الخطاب في هذه الحالة قد اتبع فكرة ليبرالية عندما أعلى مصلحة الفرد والمجتمع حتي على النص القرآني المقدس، وقد حدث ذلك في حياة كبار الصحابة ولم يقل أحد منهم أن عمر بن الخطاب كفر بتعطيله لحد من حدود الله نص عليه القرآن أو أن عمر بن الخطاب قد خالف الشريعة الإسلامية .