كشفت رسائل عدد من السجناء إلى قيادات الإخوان بضرورة التحرك لإخراجهم من السجون عن أزمة عميقة تواجهها الجماعة، حيث برز على السطح حجم السخط على هذه القيادات، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها إبراهيم منير نائب المرشد بعدم إجبار أحد على الدخول فى الجماعة.
وأشار بعض الخبراء والمتخصصين إلى أن هذه الأزمة قد تكون بداية لتفكك الإخوان، خاصة مع عدم وجود حل يلوح فى الأفق بالنسبة لأفرادها.
اقرأ أيضًا.. من سوريا إلى العراق.. هل تضرب إسرائيل القوات شبه العسكرية المدعومة من إيران في بغداد؟
وقال طارق أبو السعد، المنشق من الإخوان، إن ما يحدث داخل الجماعة هو رد فعل مضاد للوعود الإخوانية لشبابهم بأن النصر قريب، وأن الانقلاب يترنح، وأن هناك ثورة قادمة ستحمل الإخوان على الأعناق؛ حتى يعترف الجميع بفضلهم، مضيفًا أن هذا الخطاب غير الواقعي جعل الشباب يعيشون لحظات الانتصار في خيالهم، لكن الواقع كان أليًما.
وتابع، في تصريحات لـ"أهل مصر"، أن هؤلاء الشباب مسجونون لمدد طويلة، ولا انتصار يلوح في الأفق، فخرجت هذه الرسائل؛ لعلها تجد طريقها للمسئولين في الإخوان الذين ظلوا إلى وقت قريب يزعمون أن الدولة تعرض عليهم التصالح وهم يرفضون.
وأكمل "أبو السعد": "خرجت هذه الرسائل لهؤلاء القادة لتخبرهم أن يقبلوا التصالح إذا عرض عليهم. المشكلة أن الدولة لم ولن تعرض على الإخوان صلحًا ما، وبالتالي كانت ردود أفعال القيادات الإخوانية هستيرية ووقحة، مثل ردود إبراهيم منير أو طلعت فهمي المتحدث الرسمي".
وأضاف أن هذه الأزمة قد تكون بداية للتفكك في إذا لم يتم احتواء الموقف، لافتًا إلى أنه على أي حال فإن الإخوان كجماعة تفكيكها ليس في يدها، بل في يد من يديرها من الخارج.
هذه التصريحات لم تقتصر على المعارضين للإخوان، بل صرح أحمد عبد العزيز، مستشار الرئيس السابق محمد مرسي، بأن قيادة الجماعة "حالها يصعب على الكافر"، مشيرًا إلى أنها لا تمتلك قيادات مؤهلة.
وتابع على "فيسبوك": "هذه القيادة لا تملك أي أداة ضغط على السلطة، ولا تسعى لامتلاكها؛ لأن امتلاك هذه الأدوات يحتاج إلى أناس مؤهلين أكفاء، لا ترغب هذه القيادة في الاستعانة بهم، ولا الأخذ بمشورتهم".
وفى هذا السياق قال أحمد عطا، الباحث فى الحركات الإسلامية، إن رسائل المعتقلين في السجون بالفعل أخذت الكثير من رصيد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، الذي خرج كصانع ألعاب سياسي من منطقة الشرق الأوسط بعد 30 يونيو، مضيفًا أن هذا يقود إلى شيء هام جدا، وهو أن وسائل الاتصال بين العناصر المحكوم عليها في السجون ومجلس شورى الإخوان في تركيا غير محققة بأي شكل من الأشكال.
وتابع، فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه أيضًا لم يعد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان قادرًا على تغذية ودعم عناصره في السجون بأي دعم مالي، وذلك بعد أن نجح جهاز الأمن الوطني بعد 30 يونيو في تجفيف متابع التمويل التي يغذي بها التنظيم عناصره بالداخل، سواء كانوا عناصر في السجون أو خارج السجون، مشيرًا إلى أن هذا يحسب بامتياز لجهاز الأمن الوطني.
كما علق على تصريح "إبراهيم منير" بقوله إن هذا التصريح كشف بأن هناك انقساما حقيقيا بين مكتب التنظيم الدولي في لندن وقيادات الإخوان في تركيا، موضحًا أنه حسبما أكدت مصادر، فإن إبراهيم منير دخل في عتاب عنيف مع القيادي الهارب لتركيا محمود حسين، وقال له: إنكم تحركون التنظيم بأفعالكم. وذلك عندما خرج أحد القيادات، وسجل ڤيديو يكشف فيه مخالفات مالية تخص قيادات تركية، ومنها القيادي محمود حسين منذ أكثر من شهرين.
وفى تعليقه على مساهمة هذه التطورات فى تفكيك التنظيم عالميا، أكد أن هذا غير صحيح، موضحًا أن طريقة بناء الهيكل التنظيمي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان وعلاقته غير المعلنة بأجهزة استخباراتية دولية تجعلان تفكيكه أمرًا صعبًا؛ لأنه أصبح جزءًا من المشهد السياسي العالمي.
إلا أنه أكد أن عودة "الإخوان" لمنطقة الشرق الأوسط لما قبل 25 يناير 2011 درب من دروب الخيال، بل عملية انتحارية إذا فكر إبراهيم منير في ذلك، موضحًا أن تركيبة المواطن العربي قد تغيرت بسبب الآثار المدمرة التي تسبب فيها الربيع العربي، والتي كانت جماعة الإخوان جزءًا منها.
نقلًا عن الورقي.