تحولت التحديات التى تواجه التنفيذ الناجح للثورة الصناعية الرابعة واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى إلى فرص للمجتمعات من خلال خلق كم هائل من فرص العمل الجديدة يمثل أضعاف فرص العمل التى ستندثر.
اقرأ أيضا.. الحساب بالبطاقة مش الفرد.. شروط عليك معرفتها حتى لا تُفاجأ بحذفك من التموين
فعلى سبيل المثال فقدت فرنسا خلال العقد الأول من القرن الحالى 500 الف وظيفة عقب انتشار التجارة الالكترونية في الوقت الذي تم خلق مليون و200 الف وظيفة اخري،الأمر الذي يعود إلى المهارات المرتبطة بالوظائف حيث اندثرت الوظائف المتعلقة بالمهارات اليدوية وتم خلق أخرى مرتبطة بمهارات الواقع الرقمي.
يرى تقرير صادر حديثا عن جامعة كيبيك بكندا أن 47% من الوظائف التي نعرفها اليوم سوف تختفي قريبا، وهناك من يتحفظ على هذا التقدير ويرى النسبة في حدود الـ 9%،في الوقت الذي ذكر منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس مؤخرا إن نحو 30% من المهارات الأساسية للوظائف اليوم سوف تتبدل خلال ثلاث سنوات فقط بحلول 2020.
قال وائل حسام خبير تكنولوجيا المعلومات إن قطاع الاتصالات في حاجة ماسة لكي يجهز نفسه للتعامل مع الثورة الصناعية الرابعة، فإذا كانت المجتمعات المتقدمة تعد نفسها لسوق عمل مختلف من خلال مبدأ «التعلم مدى الحياة» مما يعني أننا في حاجة أكبر لتدريب العاملين بشكل مستمر، ومساعدتهم على التكيف مع بيئة العمل المتغيرة خلال الفترة القادمة، خاصة أن التعليم الذي نقدمه ما زال جوهره معرفة بعض الحقائق واستظهارها، ومثل هذه المهارات لا وجود لها تقريبا في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وشرح حسام في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن هناك عدة فرص يمكن استغلالها من خلال تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة حيث ستمكن المنتجات من تقديم خدمات ومزايا جديدة للناس، بمعنى أنها لا تغير ما يقوم به الناس ولكنها تغيرهم هم.
وشدد حسام في حديثه على أن الابتكار التكنولوجي سيتيح مستقبلاً وحلولاً وسبلاً جديدة تمكن من تحقيق مكاسب طويلة الأجل في الكفاءة والإنتاجية وفي الوقت ذاته سوف تنخفض تكاليف النقل والاتصالات
من جانبه كشف المهندس إبراهيم الدفتار مدير المشروعات بإحدى شركات تكنولوجيا المعلومات في مصر والشرق الأوسط إن الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد العالمية ستصبح أكثر فاعلية اعتمادا على تقنيات الذكاء الاصطناعي موضحا أن تكلفة التجارة ستتراجع تدريجيا كما ستفتح أسواقاً جديدة وتحفز النمو الاقتصادي مثلما قد حدث فعلاً في عالم الاقتصاد الرقمي بما وفّره من عملات رقمية وعمليات التعدين، كالبيتكوين، والخدمات الاقتصادية للبلوكتشين.
وأضاف الدفتار في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن تحويل التحديات التي تواجه الثورة الرابعة يفرض على الحكومات المطالبة بسن تشريعات تتلاءم مع تلك الثورة بينما يقع العبء الأكبر في جانب الابتكار على الشركات والمؤسسات والمعاهد البحثية فيما يتولى الأفراد المساهمة في تطوير النظم من خلال تقارير الاستخدام ومقترحات التطوير.