يحاول بعض الطاعنين في الدين استخدام بعض النصوص الموجودة في بعض كتب التراث للإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أو للتعرض له، ومنها الراوية التي يذكرها محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري المشهور بابن سعد في صفحة 94 من الجزء الأول المعروف باسم الطبقات الكبرى، وفي هذا الكتاب يذكر ابن سعد رواية عن زواج والد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب وجد النبي في نفس اليوم، وينقل ابن سعد عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت امنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه امنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب امنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
اقرأ ايضا : هل تشككت السيدة خديجة في قصة نزول الوحى على النبى صلى الله عليه وسلم وهل امتحنت الوحى ؟هل تزوج والد النبي صلى الله عليه وسلم وجده في نفس اليوم من آمنة وابن عمها ؟
وقد نفى المحدثون وأصحاب الصحاح هذه الواقعة جملا وتفصيلا، وقال الإمام البخاري عن سند هذه الرواية أنه فيه متروك الحديث وهو محمد بن عمر الواقدي، وقال النسائي عنه أيضا أنه متروك الحديث بل ووصفع بالكذاب المعروف في قوله : الكذابون المعروفون بوضع الحديث على صلى الله عليه واله وسلم أربعة: إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، ومقاتل بخراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، والواقدي ببغداد، وقال عنه ابن عدي رحمه الله : أحاديثه غير محفوظة، والبلاء منه، وحتى الإمام الشافعي الذي زعم الواقدي أنه يقلده قال عنه أنه كذاب.