اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وقوات حزب الله اللبناني على الحدود المشتركة للبلدين، انطلقت شرارتها الأولى بانتهاك طائرة إسرائيلية مسيرة المجال الجوي اللبناني وإسقاط مواد حارقة أشعلت النيران في منطقة أحراج الحدودية؛ ما دفع ميليشيا حزب الله لإطلاق صاروخ مضاد للدبابات صوب مستوطنة أفيفيم الإسرائيلية.
واتخذ الجيش الإسرائيلي تحركات متسارعة إثر هذه الضربة وأمر سكان المستوطنات بالقرب من الحدود اللبنانية بـ"البقاء في أماكن مغلقة وفتح المخابئ في المنطقة"، وفقاً لـ"رويترز". كذلك، أمر بـ"إلغاء جميع الأعمال والنشاطات في منطقة السياج الحدودي مع لبنان بما فيها الأعمال الزراعية".
"حزب الله"
من جهته، أصدر "حزب الله" بياناً قال فيه إنه "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم، دمرت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر آلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم، وقتل وجرح من فيها".
اقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يعلن انتهاء الأعمال القتالية مع حزب الله.. مع إبقاء حالة تأهب
وإثر هذه العملية، قصفت القوات الإسرائيلية أطراف بلدتي مارون الراس ويارون الحدوديتين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "لقد رد جيش الدفاع على العملية التي نفذها حزب الله باستهداف الخلية التي أطلقت الصواريخ المضادة للدروع، بالإضافة إلى إطلاق نحو 100 قذيفة مدفعية باتجاه مصادر النيران في جنوب لبنان.
من جانبه، تابع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تطورات الأوضاع في الجنوب، وأجرى اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون طالبا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الاوضاع على الحدود الجنوبية.
اقرأ أيضاً: توجيهات عاجلة من القيادة الإسرائيلية لشعبها بعد هجوم حزب الله
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قال، خلال افتتاح المجلس العاشورائي المركزي للحزب في الرويس، إنه "لا شك منذ ليل الأحد الماضي لبنان يعيش في مرحلة جديدة وأوضاع خاصة وكذلك العدو الإسرائيلي وحالة الترقب في كل المنطقة وقلت أن الرد سيكون في لبنان وليس في مزارع شبعا وهذا الأمر لا يحتمل تحليلاً".
وأشار الى أن "رد المقاومة سيكون من لبنان وليس شرطاً من مزارع شبعا"، مضيفاً: "يجب أن تشعر إسرائيل بأن الأجواء اللبنانية ليست مفتوحة أمام طائراتها المسيرة".
وقال: "الرد على الاعتداء الإسرائيلي أمر محسوم"، مؤكداً أن "المقاومة تختار الظرف والزمان والمكان لاستهداف المسيرات الإسرائيلية في أجواء لبنان".
اقرأ أيضاً: تبادل لإطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وسقوط ضحايا (فيديو)
بدوره، قال الجيش اللبناني إن قوات الإحتلال الإسرائيلي استهدفت خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، مما أدى إلى إندلاع حرائق في احراج البلدات التي تعرضت للقصف، وما يزال القصف مستمراً حتى الساعة.
وفي أول ظهور له بعد توقف المواجهات، قال نتانياهو: "منذ حوالي ساعة، أجريت مشاورات مع رئيس هيئة الأركان وضباط الجيش.
تعرضنا للهجوم بعدة صواريخ مضادة للدروع، وقمنا بالرد بإطلاق 100 قذيفة وبنيران من الجو وبوسائل مختلفة. ليس لدينا أي إصابات - ولا حتى خدش".
اقرأ أيضاً: إسرائيل توسع دائرة قصفها وتعلن إطلاق 100 قذيفة على جنوب لبنان
وأضاف نتانياهو خلال مؤتمر صحفي "سنقرر الخطوات المستقبلية بشأن الوضع على الحدود اللبنانية بناء على تطورات الموقف."
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي إن حزب الله تمكن من تنفيذ العملية التي خطط لها، لكنه فشل في تحقيق الغاية التي كان يخطط لها."
وأوضح أن العملية التي نفذتها مليشيا حزب الله تمثلت في إطلاق 2-3 صواريخ مضادة للدروع باتجاه جيب عسكري وموقع أفيفيم دون وقوع إصابات.
اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء اللبناني يستنجد بالمجتمع الدولي لوقف التصعيد على الحدود الجنوبية
وأجرى رئيس الأركان جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة جيش الدفاع وأوعز بمواصلة الحفاظ على حالة جاهزية وتحسينها نظرًا للأحداث. نحن مستعدون لكل الاحتمالات.
إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بإعادة فتح الشوارع التي تم إغلاقها في الشمال.
وفي وقت سابق الأحد، قال الجيش اللبناني، إن طائرة إسرائيلية مسيرة انتهكت المجال الجوي للبلاد، وقامت بإسقاط مواد حارقة أشعلت النيران في منطقة أحراج على الحدود.
وذكر الجيش في بيان: "خرقت طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي، 11.15، الأجواء اللبنانية من فوق مزرعة بسطرة، وقامت بإلقاء مواد حارقة على أحراج السنديان في المنطقة، مما أدى إلى نشوب حريق".
وأضاف بيان الجيش اللبناني أنه يتابع تطورات هذا الخرق مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تصريح لـ"رويترز" أن "الأعمال القتالية الحالية مع "حزب الله" انتهت فيما يبدو لكن القوات الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب".
وحضرت سيارة إطفاء تابعة لاتحاد بلديات بنت جبيل، ويواكبها الجيش لإطفاء الحرائق في مكان العملية في خراج بلد مارون الراس، واحتشد مواطنون في المكان ملتقطين الصور.
وظلت إسرائيل في حالة تأهب لمواجهة محتملة مع حزب الله على مدى الأسبوع المنصرم بعد استخدام طائرات مسيرة لمهاجمة ما وصف بأنه هدف مرتبط بمشروعات لإنتاج صواريخ دقيقة التوجيه في ضاحية بالعاصمة بيروت.