كشف تقرير نشرته فضائية "سكاي نيوز عربية" على موقعها الإلكتروني، سعي ميليشيا الحشد الشعبي العراقية إلى تقسيم محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية؛ وذلك من أجل تسهيل السيطرة عليها، والانطلاق منها إلى الحدود السورية والأردنية والسعودية وصولا إلى سواحل البحرالمتوسط؛ تنفيذا لأجندة إيران في المنطقة.
وذكر التقرير أن ميليشيات الحشد الشعبي في العراق المدعومة من إيران تسعى إلى إيجاد موطئ قدم أوسع لها في محافظة الأنبار، وذلك عبر مخطط لتقسيمها حتى يسهل السيطرة عليها، بحسب مصادر متعددة.
اقرأ أيضاً: العراق.. اندلاع حريق قرب مصفى كركوك
وأضاف التقرير أن تلك الميليشيا تسيطر حاليا على أجزاء من محافظة الأنبار، إلا أن شهيتها لا تزال مفتوحة لتوسيع نفوذها في المحافظة من أجل الوصول المناطق الصحراوية غربها بعيدا عن أنظار الحكومتين المحلية والمركزية.
ووفقاً لتقرير "سكاي نيوز"، فإن الميليشيات تمكنت في الآونة الأخيرة، وتحديدا ما تسمى "كتائب حزب الله"، من الضغط على قائد عمليات الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي المناوئ لها لعزله من منصبه، من خلال اتهامه بالتخابر مع إسرائيل والاستخبارات الأميركية.
وعلى الرغم من أن وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري دحض التهم الموجهة إلى الفلاحي معلنا براءته، أقاله من منصبه، وأسند مهامه للواء ناصر الغنام الذي يوصف بأنه "اليد الضاربة" لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي المقرب من إيران.
اقرأ أيضاً: مقتل 4 عناصر من ميليشيا الحشد الشعبي في انفجار بالأنبار
تحذير من القوى السنية
وحذر نواب من اتحاد القوى العراقية السنية من المخطط الإيراني الذي تنفذه ميليشيات الحشد الشعبي ويستهدف محافظتهم، كما دخل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في مشاحنات سياسية عدة مع شخصيات موالية لإيران حاولت السيطرة سياسيا على محافظة الأنبار قادمة من محافظة صلاح الدين، قبل أن يتم إدراجها مؤخرا على لائحة العقوبات الأميركية.
وقال مصدر عراقي لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه "بتمدد ميليشيات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار سيكون من الصعب الكشف عن مجمل تحركاتها، وبذلك تكون طهران قد حققت أحد أبرز مطامعها في الوصول برا إلى سوريا، ثم بيروت فالبحر المتوسط".
اقرأ أيضاً: مجلس الأمن العراقي يحمل الحكومة مسؤولية حماية الحشد الشعبي بعد قصف معسكراته
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، أن "ميليشيات الحشد الشعبي تسعى إلى إحكام سيطرتها على منطقة النخيب القريبة من كربلاء، للانطلاق منها برا نحو الحدود السورية والسعودية والأردنية".
وأوضح أن "ميليشيات الحشد الشعبي موجودة في بعض مناطق الأنبار منذ العام 2015، لكن هذا الوجود تعزز بعد طرد تنظيم داعش منها، وتمددت إلى درجة أنها أصبحت أقوى من الجيش العراقي نفسه".
ويقول المصدر إن "تحركات ميليشيات الحشد الشعبي تأتي بإيعاز من إيران التي تريد أن يكون لها وجود على حدود حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل السعودية والأردن، في ظل العقوبات التي تتعرض لها طهران من واشنطن".
وتعد محافظة الأنبار ذات أهمية استراتيجية، خصوصا أن مساحتها تشكل ثلث مساحة العراق، ويقطنها مليون و600 ألف نسمة، كما أن لها حدودا مع ثلاثة دول هي العراق والسعودية وسوريا.