تعتبر التهتهة والتلعثم في الكلام عند الأطفال من أكبر الأزمات التي تواجه بعض الأسر، إذ يحدث للطفل التهتهة والتلعثم في الكلام نتيجة اضطرابات تحدث له في طريقة تخاطبه اللفظي مع من حوله، وقد يولد الطفل مُصاب بالتهتهة والتلعثم أو يحدث له بشكل مفاجيء في سنوات نموه الأولى. وبشكل أو بآخر، يحدث تقطّع لتدفق الكلمات التي ينطقها الطفل بشكل طبيعي، بسبب تكراره الكلمة أو المقطع أكثر من مرة أو إطالته.
أحيانا توجد "لازمة" يفعلها الطفل أثناء التهتهة والتلعثم على سبيل المثال إغلاق العين أو تحريك الرموش أو الشفاة أو يفعل الطفل أثناء التهتهة تعبيرات حركية بوجهه تحدث نتيجة مقاومة الطفل تقطع الكلمات في محاولة منه نطقها بشكل سليم.
التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الأطفال
تحدث التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الاطفال بشكل لا إرادي، حتى عند البالغين حتى أن التهتهة والتلعثم أصابت بعض الشخصيات العامة والشهيرة في منتصف القرن الماضي، منهم النجمة الهوليوودية الشهيرة مارلين مونروا وايضا بروس ويلز. بخلاف ونستون تشرشل رئيس وزارء بريطانيا في فترة الحرب العالمية.
كما أن التهتهه والتلعثم فى الكلام تزداد بمجرد مقابلة جمهور أو جمع كبير من الناس، وتزيد التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الاطفال نتيجة التحدث أمام جمهور من الناس أو التحدث في الهاتف.
التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الأطفال
التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الأطفال
لم تقتصر التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الاطفال فقط، بل إنها تُصيب جميع الأعمار والأشخاص البالغين، لكنها أكثر شيوعا بين الأطفال من أعمار تبدأ من 2 إلى 7 سنوات، ونسبة إصابة الولاد بها تتضاعف إلى 3 عن إصابة البنات، ويظل الطفل يعاني التهتهة والتلعثم على فترات نموه حتة يتخلص منها عند بلوغه، وهناك حالات تستمر معها التهتهة.
أسباب التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الاطفال
تدخل التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الاطفال في باب اضطراب التخاطب اللفظي بعلم النفس، وقسم العلماء هذه الاضطرابات إلى 3 أنواع :
أولا لعثمة التطور و النمو
في فترات نمو الطفل تعتبر مهارات التخاطب جزء أساسي من نموه، وفي هذه المرحلة يصاب الطفل بالتهتهة واللعثمة، يحدث للطفل نتيجة بحثه عن الكلمات والمصطلحات ويختفي هذا التلعثم بمجرد اكتمال نموه.
ثانيا التهتهة عند الاطفال العصبية
قد يحدث التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الاطفال بسبب حدوث خلل في الأعصاب، فعملية التخاطب اللفظي تتطلب تناغم عصبي وعضلي عالي، وأي خلل يسبب لعثمة وتهتهة، خاصة في أجزاء المخ المختصة بالكلام وبهذه الطريقة يعجز المخ عن التنسيق السليم لخروج الأصوات بالترتيب السليم.
ثالثا التهتهة عند الاطفال لأسباب نفسية
يصاب الطفل بالتهتهة نتيجة مجموعة من عوامل نفسية، وهي السبب الأكثر شيوعا، سواء الناتجة من سوء معاملة وتنشئة الطفل أو حدوث مشاكل التواصل و الخجل الزائد و الخوف من مواجهة الناس والجمهور. كما أن التهتهة واللعثمة قد تصيب الأشخاص الذين تعرضوا لمرض نفسي، أو غيرهم ممن خضعوا لضغوط نفسية قوية.
علاج التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الأطفال
يمكن التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الأطفال بطريقة بسيطة جدا، وهي محاولة تعويد الطفل على الغناء أو الحديث وحيدا باستمرار .. هذا الإجراء العلاجي يساعد على التخفيف من حدة التهتهة واللعثمة عند الطفل، وتساعده على تجاوز تقطّع الكلمات.
هناك أيضا طرق أخرى تساعد على علاج التهتهه والتلعثم فى الكلام عند الأطفال.. منها:
العمل على توفير بيئة هادئة في البيت ومكان الدراسة، لأنها تساعد الطفل على الحديث بشكل هاديء.
الابتعاد عن تعنيف الطفل وانتقاده وقهره بمقارنته مع آخرين، أو توبيخه وإهانته هذه الأفعال تؤدي إلى اضطراب الطفل السلوكي والنفسي وتؤثر على طريقة حديثه.
تخصيص وقت للجلوس مع الطفل المصاب بالتهتهة واللعثمة، ومناقشته والحديث معه.
لا تنصح طفلك المصاب بالتهتهة واللعثمة أن يتجنب محادثة الآخرين ويعبر بحركات الوجه واليدين، فهذا يزيد من التهتهة ولا يعالجها أبدا.
في حالة حديث الطفل المصاب بالتهتهة واللعثمة عليك الإصغاء له جيدا باهتمام وعناية. وانتظره ينتهي من حديثه ثم أبدأ انت في الحديث.
طمأنة الطفل المصاب بالتهتهة واللعثمة بأن هذه الفترة ستمر، وتشجيعه على تجاوزها وكيفية التحدث بطريقة سليمة مع بعض التمرينات.