يشكك بعض الطاعنين في الإسلام في الأحاديث التي رواها الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه بزعم أنه قد روي عدد كبير جدا من الأحاديث يصعب أن يحفظها شخص واحد، ويزعم هؤلاء أن ما يشكك في صحة الأحاديث التي رواها أبو الصحابي الجليل أبو هريرة هو أنه روى عددا من الأحاديث يفوق بكثير عدد الأحاديث التي رواها صحابة كانوا أكثر قربا من النبي صلى الله عليه وسلم مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وللرد على هذه الشبهة يقول جمهور من المحدثنن والمشتغلين بعلم الحديث أن الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه لم يكن منشغلا بأي شيء عن تعليم الناس أمور دينهم، في حين أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي كانوا مشغولين بأمور السياسة وإدارة شئون الأمة الإسلامية، فطبيعي أن يكون عدد أحاديث أبي هريرة – الذي نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس – أكثر منهم.
اقرأ ايضا : هل شككت السيدة عائشة في نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟أبو هريرة رضي الله عنه أكثر رواة الحديث عن النبي هل يشكك ذلك في صحتها ؟
ويذهب علماء الحديث كذلك إلى ان بكر الصديق رضي الله عنه توفي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنتين وبضعة أشهر، وكان خلال هذه المدة مشغولا بأمور الخلافة كما قلت أعلاه، فطبيعي أن يكون عدد أحاديثه قليلا، كما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكانت فترة خلافته عشر سنوات تقريبا بعد الصديق، وكان هو الخليفة الذي يدير شؤون الأمة الإسلامية، فلم يكن لديه وقت لتعليم الناس الحديث! وكذك عثمان وعلي رضي الله عنهما، وبذلك يكون الخلفاء الأربعة ماتوا جميعا قبل سنة 40 ه، في حين أن أبا هريرة ظل حيا حتى سنة 58 هجرية، وكان متفرغا لتعليم الناس أمور دينهم، فطبيعي جدا أن تكون أحاديث أبي هريرة أكثر من أحاديث الخلفاء الأربعة ، بالإضافة إلى أن عدد أحاديث أبي هريرة لا يتجاوز 5000 حديثا، وكلها أحاديث مكررة بأسانيد مختلفة إليه، بمعنى أن متن الحديث يكون واحدا، ولكن سمعه من أبي هريرة رجلان من التابعين، فيسمي كل سند منها حديثا، مع أنه في الأصل حديث واحد، وأما بدون المكرر فعدد أحاديث أبي هريرة 1300 حديث تقريبا، وقد شاركه الصحابة في رواية 1200 حديث منها، وقد تفرد أبو هريرة بمئة حديث فقط عن الرسول صلى الله عليه وسلم.