بسبب العادات الصعيدية المؤلمة، والتي لازالت مستوطنة عقول الأهالي بمحافظات الصعيد، والتي أضاعت حق العديد من الفتيات، الذين لا يستطعن اختيار الأنسب لهم نظراً لسنهم المبكر، من ضمن تلك العادات السيئة، هو تزويج الفتاة قبل إبلاغ سنها القانوني، يزوجون طفلة لتحمل مسئولية أسرة، تحت شعار "ستروها بدري".
وقعت فرحة نصر برعي، 18 عاماً، حالياً، بنت القرية الشرقية في دندرة، بمحافظة قنا، وتقيم حالياً بمنطقة الشئون بالمحافظة، في فخ " الزواج المبكر" الذي كان شبه تدمير لحياتها.
بدأت قصة، فرحة، في بداية عام 2017، عندما تقدم لها شاب يدعى أحمد حداد، 35 عاماً، موظف بالبلدية، لخطبتها، وهي في سن 16 عاماً، ووافقت عائلتها عليه نسبة لصلة القرابة التي تربطهم، وبعد شهر قرر الزواج منها بالسنة وتم زواجهما، وبعد فترة من الزواج، وكان مقترب اكمال عمر فرحة للسن القانوني، وكانت توجد مناسبة حفل زفاف شقيقة زوجها وجاء المأذون للمنزل لعقد قرانها، في ذلك الوقت عرضت فرحة على زوجها توثيق الزواج، فرفض الزوج بحجة لا يستطيع مادياً، ولكن فرحة حاولت تقنعه ببيع دبلة خطبتها وتوثيق زواجها، ولكنه رفض أيضاً، وبدأت معاناة فرحة في منزل زوجها.
كانت تُعامل فرحة معاملة قاسية من قبل زوجها وعائلته، بالضرب والإهانة لشهور، وكانت تتحمل حتى لا تخرب زواجها، ولكن زوجها فجأة أخذها عند المأذون ووثق زواجها وطلقها بعد ذلك في آن واحد، بدون سبب.
بعد أيام من طلاقها اكتشفت أنها حامل، فأرسلت لزوجها شيوخ قريتها، ولكن رفض الاعتراف بالجنين، وصبرت نفسها فرحة لانتظار موعد وضعها على أمل أنه يتغير بعد رؤية طفله، ولكن الأمر لم يتغير، ولم يقبل إثبات نسب طفلته "إيمان" التي تبلغ من العمر الآن عام ونصف، بالإضافة إلى أنهم استولو على جهازها وهددها شقيق زوجها إذا اشتكت عليهم سوف يرش عليها "ماء النار" وأنه ينزل كل صورها على مواقع الإنترنت مع شباب، مستخدماً صور فرحها.
ولكن حسرة فرحة على طفلتها جعلتها لم تستسلم لتهديدهم لها، وقامت بشكوى زوجها بمركز شرطة دندرة، واشتكته في مركز بندر قنا، ولم تكن هناك فائدة، حتى توجهت إلى عدة محاميين لإثبات نسب طفلتها لوالدها، ولم يقبلو قضيتها لظروفها المادية الصعبة، إلا أن ذهبت إلى المحامية مروة عبد الرحيم، واستقبلت قضيتها بصدر رحب وطمئنتها بأنها سوف تقف بجوارها حتى تسترجع حقها، ورفضت أخذ مقابل مادي منها حتى الآن بعد كسب القضية لصفها واسترجاع حقها.
وأعربت فرحة عن سعادتها بالبكاء الشديد، لإثبات نسب طفلتها، وعدم إلحاق الضرر بها مستقبلاً، بمعايرتها، واسترجاع شرفها أيضاً الذي ضاع بسبب بلبلة زوجها وعائلته، كما أنها توجهت بالشكر للمحامية الإنسانة التى كان لها فضل بعد قدرة ربنا في استرجاع حقها وحق طفلتها، وقدمت رسالة لكل أسرة بأنهم يحافظون على بناتهن وعدم تزويجهم زواج القاصرات، لأنه ذل وإهانة لها وضياع لحقها.
كانت محكمة الأسرة بقنا، قد قضت الأمس، الثلاثاء، بصحة نسب طفلة لأم تدعى فرحة نصر برعي" تزوجت زواج قاصرات، وهي بالعام 16 من عمرها، بالسنة دون عقد توثيق زواج، وذلك لعدم بلوغها السن القانوني.
وقالت مروة عبد الرحيم محامية المجني عليها أن هذا الحكم هو الأول من تاريخه في دائرة استئناف محكمة الأسرة بقنا ، لعدم انتشار تلك النوع القضايا بمجتمع صعيد مصر ذو الطبيعة القبلية المحافظة ، مشيرة أن هذا الحكم انتصار للمرأة المصرية في صعيد مصر من قضاء مصر الشامخ ، مؤكدة على ضرورة القضاء على عادة زواج القاصرات أو ما يعرف بصعيد مصر بزواج السنة لما يتسبب في إهدار حقوق المرأة.