لا تزال مفاهيم التصوف والصوفية من المفاهيم التي تثير جدلا في أوساط كثير من المهتمين بقضية تجديد الخطاب الديني ، خاصة وأن بعض مقولات الصوفية تثير لدي الشباب شبهات تجعل هؤلاء الشباب فريسة للطاعنين في الإسلام وفي فكرة الدين بصفة عامة، ومع الأسف فإن بعض مروجي الأفكار الإلحادية يستغلون بعض الشبهات التي وردت في كتب بعض غلاة الشيعة للتشكيك في العقيدة الإسلامية وصفاءها بزعم أن العقيدة الإسلامية تنطوي على الكثير من المتناقضات التي تتناقض مع صريح الكتاب والسنة والمطهرة، وأن بعض الطرق الصوفية التي تعتمد هذه التناقضات تزعم أنها تفسر ما جاء في القرآن والسنة وأنها تمثل جوهر الدين وحقيقته، ومن هذه الشبهات ما يثيره أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري المشهور بـالشعراني في كتابه الشهير المعروف باسم الطبقات الكبرى، حيث يقول الشعراني عن زوجات المتصوفين بأنهم أرامل، ويكتب الشعراني في صفحة 69 من كتابه الطبقات الكبرى ما نصه : ) لا يبلغ الرجل إلى منازل الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، وأولاده كأنهم أيتام، ويأوي إلى منازل الكلاب !
اقرأ ايضا : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. ما هى علامة الولى وهل هناك خاتم للأولياء ؟هل أزواج المتصوفين أرامل .. هذا ما قاله الشعراني في الطبقات الكبرى
يقول الدكتور محمد جميل المغازي أحد أشهر الباحثين في تاريخ الصوفية ومؤلف كتاب الصوفية والفقراء إن كثير من كتب الصوفية تنطوي مغالطات لا تتسق مع المصادر الأساسية للدين الإسلامي وهى القرآن والسنة، وحول مقولة أن زوجات المتصوفين أرامل اعتبر المغازي أن هذه المقولة تنافي أصول الشريعة الإسلامية في إشارة لقول النبى صلى الله عليه وسلم : "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".