يعاني أهالي مركز فرشوط، شمال محافظة قنا، من عدم وجود أماكن ثقافية سواء مكتبة أو قصر ثقافة آدمي، رغم أن مركز فرشوط به كثافة سكانية كبيرة تبلغ 177 ألف نسمة، ويضم 3 قرى " الكوم الأحمر- العركي- العسيرات" ولا يوجد سوى بيت ثقافة، بشقة في الدور الأرضي داخل عمارة سكنية متهالكة، ملك الوحدة المحلية بفرشوط، وهذا المكان الثقافي غير آدمي تسكنه الحشرات، ولا يمارس به أي نشاطات ثقافية.
يقول أمير أبوزيد، عامل تكنولوجي، أنه لا يوجد مكان ثقافي داخل مركز فرشوط وقراها، والأطفال محرومين من إخراج مواهبهم، وطالبنا كثيراً المسئولين من إنشاء مكتبة ثقافية للطفل داخل كل قرية، رحمة للأطفال، الذين يذهبون إلى مدينة فرشوط لحضور الأنشطة داخل مكان معدم، ولا يوجد أحد يهتم من المسئولين بأهمية المكان الثقافي داخل القرى، والتي يكون أول هدف ليها حماية الأطفال من اللجوء إلى الوسائل الخاطئة في أوقات فراغهم، والأهالي ترفض إرسال أطفالهم إلى قصر الثقافة في المدينة، لأنه مكان متهالك وتسكنه الحشرات، وحوله الباعة الجائلين في كل مكان وأكوام القمامة تحيط به أيضاً، فكلها مشكلات يعاني منها الأهالي والإهمال مزاج لدى المسئولين.
وأضاف خالد مواهب، أي مكان يتم تطويره من خلال إنتشار الثقافة، ولكن في فرشوط معدم هذا الجانب تماما، رغم أنه معرف عن فرشوط بلد العلم والعلماء، وهناك عقول نابغة في جميع المجالات، ولا يوجد من ينمي هذه المواهب، وقصر الثقافة ضروري وهام في أي مكان، وأهم مؤسسة حكومية تعتبر لأنها يبنى عليها أساسيات المستقبل، ولكن أهالي فرشوط محرومين من هذا الحق ولا يوجد من يساعدهم ولا يوجد مكان لإخراج المواهب، لذلك يلجئون الشيوخ والشباب بإقامة أمسياتهم التنويرية والثقافية، داخل ساحات القرى ودوار العمدة، وأحياناً داخل مراكز الشباب، ولكن لم يحضر بها سوى الأكبر سناً ولا يوجد مكان للأطفال بجانبهم، لأنهم لا يعلمون الأماكن، ولا هناك توافق في مستوى التفكير.
وإلى جانب ذلك وضح محروس حسين سالم، مدير بيت ثقافة فرشوط، أنه تم الإنتقال من مقر قصر الثقافة القديم بناءاً على طلبات الأهالي، لأنه متهالك وقديم تم تأسيسه في عام 1980م، لذلك تم استئجار مكان آخر، لحين أنشاء قصر ثقافة آدمي يخدم الشباب والأطفال والشيوخ، وأضاف أنه تم تخصيص مساحة 1060 متر لإنشاء قصر ثقافة، ولكن داخل قرية خارج فرشوط، حيث لا يوجد مكان داخل المدينة لإنشائه قصر ثقافة أقرب للأهالي، وجاري استخلاص الأوراق المطلوبة لقرار تخصيص المساحة لبيت الثقافة، وسوف يتم استكمال الأنشطة والندوات والأمسيات الثقافية داخل المكان الجديد الذي تم استئجاره، وكان قديماً ننظمها داخل مراكز الشباب حيث لا يوجد مكان آدمي لتنظيمها وقصر الثقافة كان متهالك ولا نستخدمه سوى في نشاط المكتبة فقط.
وذكر أيضاً انه تم مخاطبة المسئولين لإنشاء مقرات مكتبة ثقافية للطفل داخل القرى، تخفيفاً على عبء الأطفال من طول المسافة، ولكن لم تتم الموافقة لعدم وجود مساحات فارغة، والأهالي يرفضون التبرع بمساحات لإنشاء المكتبة.