بمناسبة اليوم العالمي للانتحار، قال الدكتور مصطفى شحاتة، استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، أن الانتحار أصبح ظاهرة خطيرة خاصة مع وجود عدد كبير من حالات الانتحار المتكررة التي يشهدها مترو الأنفاق كل فترة بشكل كبير، حيث يقبل الشباب على قتل أنفسهم أمام قطارات المترو المسرعة للتخلص من حياتهم، وعليه كان يجب أن يكون لمستشفى العباسية دور في التصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت موجودة وفي انتشار، مؤكدًا أن المستشفى قامت بعمل برتوكول تعاون مع مترو الأنفاق بسبب انتشار وكثرة حالات الانتحار مع توفير فرق الدعم النفسي لتوصيل الخبرة، فالمترو لم يتم انشاؤه للانتحار.
وأشار «شحاتة» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، إلى أن فرق الدعم النفسي هي خدمة خاصة للمجتمع المصري، خاصة بعد انتشار مفهوم الانتحار والتسرع في أخذ القرار، وتعتبر فرقة الدعم النفسي من الفرق المتخصصة وتتكون من: طبيب نفسي، وأخصائي نفسي، وأخصائي اجتماعي، وممرض، مضيفًا إلى أنه يتم التواصل مع شباب الجامعات وعلى استعداد تام بالتواجد مع الشباب في المدارس وعمل محاضرات للتوعية النفسية بخطورة الانتحار وتشجيع الشباب على العمل والانتاج والبعد عن الأفكار الانتحارية التي تتكرر كثيرًا في حياتنا اليومية.
ومن جانبه كشف الدكتور أحمد صلاح الدين، أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان، نائب مدير المستشفى، ومدير وحدة الرجال المطورة بمستشفى العباسية للصحة النفسية، أن المستشفى بها العيادات العامة وترتبط بالخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية والحجز يكون من خلاله، وهي للاضطرابات النفسية عمومًا، ويتم استقبال الحالات بعد الساعة الثانية ظهرًا، وهناك تدخلين بالنسبة لحالات محاولة الانتحار، أولها تدخل طارئ أي عند وجود أفكار انتحارية من خلال الخط الساخن وخدمة الاستقبال الموجودة في المستشفى حتى تختفي فكرة الانتحار، ومن ثم يبدأ تشخيص الحالة النفسية من خلال المناقشة مع المريض هل بسبب الضغوط الأسرية والاجتماعية، أو الاضطراب الوجداني، أو الاكتئاب، الأعراض الفصامية، حيث تستقبل العيادات بين 250- 300 مريض في اليوم وهي العيادات العامة فقط وليست العيادات الخاصة بالأطفال والمراهقين والإدمان، موضحًا أنه يتم تقديم الخدمة الصحية للمرضى من الثامنة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، عن طريق 10 أطباء متخصصين.
وكشف صلاح الدين في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أنه في شهري فبراير ومارس الماضي، تلقى الخط الساخن حوالي 23 مكالمة تبلغ عن حالات انتحار وأغلبها من السيدات، فهناك 16 حالة أقدمن بالفعل على انتحار، وحالة واحدة هددت بالانتحار، وتمثل الباقي في أفكار انتحارية، وعن الفئات العمرية 3 مراهقين، و20 في سن البلوغ، كما كانت أغلب المكالمات من محافظة القاهرة، ويليها الدلتا والصعيد، مشيرًا إلى أن الأفكار الانتحارية والمحاولات أكثر عند السيدات عن الرجال بنسبة (3 : 1) وهي نسبة علمية وتنطبق على مصر تماماً، فمحاولات الانتحار لدى السيدات أكبر من الرجال علميًا، ولكن من يموتون فعليًا بسبب الانتحار أكثرهم الرجال بنسبة (4 : 1)؛ فالمنتحرون حوالي 70% منهم لديهم اكتئاب و30% آخرين لديهم اضطرابات نفسية أخرى كالاضطراب الوجداني والفصام أو خرف الشيخوخة «الجنان».
وأوضح نائب مدير مستشفى العباسية، أن الانتحار ثاني سبب لوفاة المراهقين (من سن 13 حتى 18 عامًا) بعد حوادث السيارات، بالإضافة إلى حالات الانتحار التي وجدت في الأطفال بسبب البيئة والظروف المعيشية، والعيادة تتعامل مع هذه الحالات سواء علاج دوائي أو نفسي مع كل الفئات العمرية وتحديدًا يتم التركيز مع فئة البالغين لأن عيادة المراهقين تعمل 3 أيام في الأسبوع، وعيادة الأطفال 3 أيام أيضًا، كما أن هناك عيادة خاصة للمسنين أي فئة بعد الـ60 عام ويعملون فترات صباحية.
نقلا عن العدد الورقي.