معاناة حقيقية يعيشها أهالي جزيرة العبل بمركز الوقف، شمال محافظة قنا، والتي اشتهرت مؤخراً بـ"حدائق الشيطان" نسبة إلى المسلسل الذي تم تصويره بها، الجزيرة مهملة من قبل المسئولين ولم يزورها أي مسؤول من قبل حتى مجلس المدينة لم يستطيع زيارتها، لعدم وجود وسائل مواصلات متاحة لها، تبلغ مساحتها 410 فدان، يعيش أهلها عيشة الموت بالحياة لا يوجد وسيلة مواصلات متاحة لهم، لا يوجد مياه صالحة للشرب، لا يوجد وحدة صحية، لا يوجد تعليم ولا مدارس بها، كارثة تمر عليهم وعلى أبنائهم وملوا من مخاطبة المسئولين، والروتين الحكومي يدفنهم بالحياة.
جزيرة العبل بلا مياه
قال لطفي محمود محمد، مقاول، أنه منذ عام 1999 تم التبرع بمساحة 6 قراريط من قبل أهالي الجزيرة لإنشاء مرشح مياه يخدم الأهالي، وفي عام 2002 تم الانتهاء منه، وقد طلب من الأهالي تقديم أوراقها لتوصيل المياه، ولكن لم يتم أخذ عينة كتجربة للمياه سوى في عام 2005، وبعد أخذ العينة اتضح أن المياه غير صالحة للشرب، وذلك بسبب إنشاء المرشح بمياه جوفية تحت الأرض وليس من النيل، على الرغم أن الجزيرة يحيطها نهر النيل من جميع الاتجاهات.
وأضاف لطفي أيضاً أنه تم الاستعانة بأكثر من مهندس ويؤكد أن المياه كانت غير صالحة، وقدم أهالي الجزيرة أوراقهم مرة أخرى إلى مجلس المدينة، ولكن طٌلب منهم التبرع بمساحة 4 قراريط أخرى لإنشاء مرشح جديد ويسحب مياه من نهر النيل، وهذا القرار وقع عليهم بكارثة لعدم استطاعة الأهالي فمعظم أهالي الجزيرة بسطاء.
فهل هذا لا يعتبر إهدار للمال العام لإنشاء مرشح مرتين على حساب الأهالي الغلابة بسبب أخطاء المسؤولين وإنشائهم مرشح المياه في البداية من مياه جوفية والنيل يحيطها من كل مكان.
حدائق الشيطان بلا تعليم
وأضاف عماد حافظ، مدرس، أنه كان يوجد بجزيرة العبل مدرستين " ابتدائية وإعدادية" فالمدرسة الإعدادية كانت منشأة من الطين، وأسطح الفصول كانت تسقط تدريجياً على الطلاب، وكان الأهالي في ذعر على أبنائهم ومنعوهم من الذهاب إلى المدرسة، حتى تم نقلهم مع المدرسة الابتدائية بالجزيرة، لحين ترميمها، ولم تستوعب المدرسة عدد الطلاب فتم عمل فصول في مدخل المدرسة، ولا يوجد بالمدرسة غرفة واحدة لأي مجال من مجالات الأنشطة، والتعليم بها يسوء ويشكل خطر على الطلاب.
وعندما تقدموا بشكوى أن المدرسة آيلة للسقوط، قِيل لهم أن حماية النيل اعترضت على ترميم المدرسة، فأرسل الأهالي الأوراق مرة أخرى إلى مركز البحوث بالقاهرة، ومجلس مدينة الوقف، وإلى اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، وتمت الموافقة على ترميم المدرسة ولكن لا يعلمون متى يتم التنفيذ لإنقاذ أبنائهم من الكارثة التي يعيشونها داخل مدرسة لا تصلح أن تكون ملعب فقط لمدرسة من مدارس المدن.
اقرأ أيضا.. قصر ثقافة فرشوط مسكن للزواحف والحشرات.. والأهالي: نطالب بإنشاء قصر جديد
جزيرة العبل بدون وحدة صحية
وعبر وائل عبدالمعز شمروخ، مدرس، من أهالي الجزيرة، عن مأساته بإقامته بجزيرة العبل، أن موقع الجزيرة منعزل عن مركز الوقف، ولا يوجد وسيلة مواصلات متاحة سوى مركب صغيرة، ورغم ذلك لا يوجد وحدة صحية تخدم أهالي الجزيرة، فهناك أكثر من حالة وفاة تحدث داخل الجزيرة بسبب عدم وجود صحة بها، ولذلك تبرع اللواء طارق رسلان بمساحة 6 قراريط لبناء وحدة صحية كما طٌلب منهم، ولكن حتى الآن لا يوجد أدنى اهتمام من قبل المسئولين، وكل ردهم أن عدد سكان جزيرة العبل غير مناسب لإنشاء وحدة صحية لأن عدد السكان منذ عام 2010 كان 3300 ألف نسمة، ولم يزداد سوى عدد بسيط وذلك لوجود مشكلة أخرى يواجهونها، وهي عدم وجود مكتب لكتابة المواليد بالجزيرة لذلك يكتبون أطفالهم الجدد بسجلات قرية الرئيسية، بمركز نجع حمادي، ويحسب العدد على القرية وليس الجزيرة، فجزيرة العبل ممحاة من ذاكرتهم، والأطفال تموت أمام أعين والديهم من شدة المرض.
اقرأ أيضا.. "الميني فان" تصيب سائقو التوك توك بالذعر في قنا: ليس لدينا دخل بسداد الأقساط الجديدة
لا يوجد وسيلة مواصلات بالجزيرة
وذكر لطفي محمود أنه على الرغم من عدد سكان جزيرة العبل وكثافة مساحتها، إلا أنه لا يوجد وسيلة مواصلات بها سوى أنه يوجد مرسى نهري غير آدمي، بها مركب وقدافات وشراع قديم انتهت منذ عشرات السنين، ولا يوجد نظرة عطف علينا، وقد طالبنا بوجود عبارة تخدم الأهالي وتساعدهم على توفير مستلزماتهم، ونقل مرضاهم إلى المستشفى على الأقل، ولكن المسئولين ودن من طين والثانية من عجين.