في الخامسة صباحًا تستيقظ "صباح" من نومها، ثم تؤدي صلاة الفجر لتهم بالنزول إلى الفرن البلدي بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية لجلب العيش لإطعام أبنائها، ثم تتجه لشارع عمر أفندي حيث يوجد «كُشك صغير، كادت ألوانه من عوامل الجو أن تبهت، به "جردلان" في الوسط لغسل الأكواب وأدراج لحمل المقتنيات، ومظلة صغيرة تحميها من أشعة الشمس»، هكذا هو حال صباح عوض 54 عامًا، ومقيمة بمدينة شبين الكوم التابعة لمحافظة المنوفية.
تقول صباح: كان زوجي يقدم الشاي والمشروبات في هذا الكُشك، وبعد أن توفي مصابًا بسكتة قلبية لم أذهب لأمد يدي للخلق وأشحذ فجمعت ذاتي وكرامتي ووضعتُ أبنائي أمام عيني للقيام بتربيتهم، فقررتُ فتح الكُشك مرة أخرى وقام الجميع بتشجيعي كثيرًا.
وأوضحت: رأيتُ أن ذلك هو الحل الوحيد لإطعام أبنائي بعد وفاة والدهم، فأقوم يوميًا بالعمل من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، وأقوم بعمل الشاي والذهاب به لطالبه حتي المحل الخاص به، فهناك العديد من اللذين لا يتمكنون من المجيء لانشغالهم بالمِحال التي يعملون بها، وأبيع كوب الشاي الواحد بـ2 جنية وكذلك الحلبة واليانسون، أما القهوة فهي بـ 5 جنيهات وأقوم بصنعها باللبن.
وتضيف: قمت بتربية أبنائي حتى حصلت ابنتي الكبري ولاء علي كلية التجارة، وحصلت على تقدير امتياز، وتمكنت راندا من التخرج من كلية العلوم قسم رياضة وحاسب آلي، وتمكن وائل من دخول كلية التجارة، ومحمد من الحصول علي دبلوم زراعة، وقد أنهى خدمته العسكرية ويبحث عن عمل، أما بالنسبة لهاجر فقد تخرجت من كلية الآداب. وأنهت صباح كلامها قائلة: نفسي أشوف بيت ربنا وأحج ودا كل اللي محتاجاه في الحياة.