بدأت ريهام خطاها في العمل كمدرسة حضانة، ضمن مشروعات إحدى الجمعيات الخيرية، ولم تكن تعلم حينها أن هذه الوظيفة البسيطة وغير المتوقعة سوف توصلها إلى حلمها في احتراف هوايتها وهي الصناعة من الجلود.
أثناء عملها في الحضانة أعلنت الجمعية عن بدء التدريب في حرفة صناعة الجلود، وهنا انتهزت ريهام فرصتها واشتركت في التدريب الذي استمر 25 يوماً، والذي قبل انتهاء التدريب كان لريهام منتج صنعته يدوياً من الجلود، وبعد انتهاء التدريب قررت عمل ورشة في منزلها والبدء في صناعة منتجات الجلود وكانت هذه الورشة هي بدايتها في عام 2016.
احترفت ريهام عزت، حاصلة على ليسانس آداب مكتبات، بنت مركز نجع حمادي، شمالي قنا، عمل مصنوعات من الجلد الطبيعى اليدوى بأشكال وتقنيات مختلفة مثل الحرق والألوان والضغط باستخدام مخلفات النخيل العرجون والسعف وإدماجهم مع الجلد، ونجحت في تنفيذ ذلك وكل هذا كان من داخل منزلها.
وأشهر ما تجيد صناعته وبجودة عالية هي صناعة منتجات من الجلد الطبيعي مثل الشنط والبورتفيه وأحزمة وميداليات، وأشكال كثيرة أخرى، ونال إعجاب الكثير من حولها وأصبحت مشهورة بجودة مصنوعاتها وبأسعارها المخفضة عن الأسواق.
ولم تكف عن التعلم أيضاً عن صناعة الجلود، وأي فرصة تدريب تشترك فيها للتعلم أكثر مثلما وجدت فرصة في جمعية رجال الأعمال للتدريب على الأعمال اليدوية، استغلت الفرصة وحصلت على تدريب خياطة وجلود، ومعرفة أساسيات عن كل حرفة في عام 2017 وذلك جعلها أكثر حرفة في الصناعة وأيضاً اشتركت في كورسات عديدة لتتفنن في المهنة وتصبح أكثر إدراكاً وإلماماً بصناعات الجلد الطبيعي والصناعي.
بدأت ريهام ورشتها بمبلغ 600 جنيه، من منزلها وصنعت أشكال عديدة من الجلد الطبيعي والصناعي، وبعدها اشتهرت بجودة مصنوعاتها من الجلود والتقفيل والجودة والخامات الجيدة يدوياً، وتميزت بذلك عن المنتجات الخارجية، واستمرت تعرض منتجاتها من المنزل وأون لاين، حتى تمكنت من استئجار محل تعرض فيه كل أعمالها اليدوية في بداية عام 2019.
ونظراً لغلاء أسعار خامات الجلود في محافظة قنا، كانت تسافر إلى القاهرة لشراء خامات أفضل وبأسعار أقل كثيراً، بالإضافة أنها كانت تسافر إلى القاهرة للحصول على تدريبات تحت أيدي متخصصين في حرفة صناعة الجلود، وذلك الذي مكنها أكثر في المهنة، وبعد ذلك أصبحت تدرب عمالة في الجمعيات الخيرية.
وهذا العام شاركت ابنة نجع حمادي، في مسابقة بمشروعين وفاز مشروعها وكان من أفضل المشروعات في محافظة قنا، وذلك ساعدها أكثر في مهنتها وأصبح حلمها تطوير مشروعها ومساعدة غيرها في تنمية المهارات اليدوية.
لم تستسلم ريهام لكل العقبات التي واجهتها في مجتمعها الصعيدي، ورفضهم فكرة سفرها بمفردها خارج المحافظة، وأنها معظم وقتها خارج المنزل دائماً، ولكنها لم تصغ إلى هذه الأمور وأكملت طريقها، مستمرة في تحقيق حلمها حتى تصل إلى مجرد سماع اسمها العميل يطمئن للمنتج مباشرة، وأنها سوف تكمل مشروعها وتطور منه أكثر وقريباً سوف تبدأ عملها الآخر من صناعة الجلود وهي صناعة أحذية من الجلد الطبيعي بنوع مختلف ولفئة عمرية معينة.