بعدما ذقن الأمرين من وعود وأحلام كاذبة يغرسها الشباب في عقول وقلوب محبوباتهم، لجأت فتيات إلى جروب يدعي «I know him»، لكشف المستور عن الرجال الذين يرتبطن بهم.
فمن خلال ضغطة واحدة "بالماوس" يتحول الحبيب والخطيب والعشيق والزوج وأبو العيال لخائن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وينال عقابه في حلقة ذكر أو حديث لجميع فتيات الجروب، ومن ثم تنشر حكاياته وأسراره على الملأ.
وتعتمد فكرة الجروب بشكل عام على تقديم العون والمساعدة للفتيات في كشف الرجل الخائن حيث تقوم الفتاة بنشر صورة الولد الذي ترتبط به أو زوجها أو خطيبها، وإذا تصادف أنه يخونها مع أي فتاة من الفتيات المشتركة داخل الجروب ستعترف أنها ترتبط به وتعرفه وهنا تكتشف زوجته أو خطيبته خيانته لها.
كما شاركت الكثير من الفتيات بنشر صور أصدقائهن من الشباب لكشف حقيقة كل منهم ولان كل عضوة شاكة في صديقها او خطيبها او أي رجل في حياتها بدات تتفاعل مع الجروب بشكل سريع فانهالت التعليقات علي الجروب من مجروحات عالم حواء من نوعية «هبعتلكم صورة واحد عايزاه في شوال»، و«الموكوس اللي كنت بحبه كان بيحب صحبتي.. وصحبة اللي جه فضحه»، وأخرى تطوعت قائلة: «اللي خايفة من الفضايح تبعتلي الصورة وأنا هنزلها.
ومن جانبها علقت سالي عمرو إحدى عضوات الجروب، قائلة "4 ملهمش أمان،،،،،،الصبيان والولاد والشباب والرجالة"، في حين أضافت وتقول سارة محمد، إحدى عضوات الجروب، ساخرة "نص بنات مصر هتفركش بسبب الجروب ده"، فيما علقت نورا مشهور، قائلة "إن كيدهن عظيم".
في حين سخرت إحدى الناشطات: "عمي أنا طالب إيد بنتك.. طيب يا ابني سبنا يومين نسأل عليك في I know him، وهنرد عليك".
وخلال ساعات قليلة انطلق فيها الجروب حصد عدد كبير من المشتركين والأعضاء وصل إلى 30 ألفا، ولكن تم إغلاق الجروب واستبداله بآخر جديد خلال الساعات الماضية بلغت نسبة المشاركة فيه حتى الآن 8 الآف عضوة من بنات حواء.
وعلى الجانب الآخر، رد الرجال بجروب جديد تحت اسم "I know her"، أيضا من خلال ضغطة واحدة بالماوس يستطيع الشاب أن يفتضح علاقاته بأي فتاة لتتحول بذلك صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة من الحرب.
ومن جانبه، قال اللواء رفعت عبدالحميد، أستاذ العلوم الجنائية والخبير الأمني، إن هذا الأمر مجرم جنائيا وقانونيا ولا يجوز التشهير بأي إنسان ذكر كان أو أنثى بأي صورة من صور التشهير وبأي وسيلة من الوسائل سواء بمقال أو صورة أو بجروب خاص بالفتيات، إذ يندرج هذا تحت جريمة "التدخل في الحريات الشخصية" بالنكاية والانتقام.
وأضاف عبدالحميد أن هذا نوع من أنواع صناعة الجريمة صنعا أو خلقها خلقا، وتحريض العامة على ارتكابها بما يسمى "تحسين الجريمة وتجميلها أمام العامة"، وتحريضهم على عدم الامتثال للقانون وقد رسم القانون طرقا كثيرة لأي مجني عليه يمكنه أن يسلكها للحصول على حقه القانوني العقابي إذا كان هناك ما يمسه أو يمس كرامته.
وأضاف: تلك الحركات الصبيانية من الفتيات تندرج تحت ما يسمى "جرائم الأطفال"، خاصة إن كن لا يتجاوزن سن الـ18 فيعاقبن وفق قانون الطفل، وهو السجن لمدة 15 عاما، إذا نتج عن هذا التحريض إزهاق روح شخص أيا كان، ولنا في ذلك حالات كثيرة منها انتقام رجل من فتاة، أو العكس بسكب ماء النار أو التشهير بالسمعة.
وأكد أستاذ العلوم الجنائية، أن كان هذا الجروب يعتبر اعترافا منهن أنهن خضن علاقات عاطفية غير مبررة وغير مدروسة يحكمها قانونهن وهو قانون المراهقة وأحلام اليقظة، فعشن في أحلام اليقظة والمراهقة دون احترام لرأي الأهل، وطرحن العائلة جانبا، كان يجب عليهن أن يسترن خيبتهن وألا يفضحن أنفسهن بأنفسهن.
كذلك أفتى الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى بحرمانية المشاركة فى تلك الجروبات، وقال إنه لا يجوز الاشتراك فى مثل هذه المجموعات، حيث يحرُم على المسلم أن يتتبع عورات الآخرين أو يخوض فى أعراضهم، أو يُشهّر بهم، أو يتجسس عليهم.
وأضاف "من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو فى جوف بيته، والبعض عنده أضغان نفسية وعداوة وانتقام وشماتة ورغبة فى فضح غيره ونشر عوراته، يقول الله ?إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ?، وحتى لو وقع الشخص فى معصية، فعلينا أن نستره ولا نفضحه، ويجب التبليغ عن هذه الجروبات وغلقها ومحاسبة من فتحها وكذلك المشتركين فيها.