"السمسمية" .. هي تلك الآلة الفلكلورية التي تميز مدن القناة لاسيما محافظة بورسعيد، وتنتشر حفلاتها بكافة أرجاء المدينة الشعبية منها والراقية، فكانت ولازالت عشق الكبير والصغير المرأة والرجل، ويتغنى بها الصيادين بل واستخدمها الأجداد في التحفيز بالمقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي .
تواجه آلة السمسمية، شبح الاندثار، لعدم وجود جهات حكومية أو تنفيذية تحاول الحفاظ على التراث الشعبي الذي بدأ منذ ما يقرب من 150 عام بالتزامن مع حفر قناة السويس، بل ويظل الحفاظ قاصرا على الأشخاص واجتهاداتهم، حيث يصنع أحد محبوا الآلة بالمحافظة معرضا أطلق عليه "التراثية" لتصنيع الآلة .
وفي أحد الأحياء الشعبية بل وأكبرها من حيث التعداد السكاني "الزهور"، تقطن أستاذة جامعية عزفت عن استكمال مجالها التدريسي واكتفت بالحفاظ على تراث هذه الآلة، فجعلت من منزلها ورشة لصناعة السمسمية، فكل محتوياتها تنتشر بغرفات المنزل، وتقوم بتصنيعها بأشكالها المختلفة وأوتارها المتعددة .
قالت أسماء حمودة، إنها كانت تُدرس بقسم الهياكل والتشريح داخل الكلية بجامعة عين شمس، وكان حينها كل تفكيرها الداخلي بآلة السمسمية وأوتارها ونغماتها، لذلك خرجت من مهنة التدريس الجامعي وتوجهت لتكون صانعة لهذه الآلة الفلكلورية ببورسعيد.
وأضافت "حمودة"، أنها تربت على السمسمية منذ الصغر وكانت تحبها بشدة وتحضر حفلات السمر بشوارع بورسعيد، واصفة خروجها من الإطار الجامعي للعمل في صناعة الآلة بأنها نادت عليها كونها تدعى بـ"النداهة".
وأشارت إلى أنها تركت نجلها لتنادي عليه الآلة حتى أصبح الآن وهو في سن صغيرة أحد أمهر صناعها، وأوضحت أنه يساعدها في تصنيع الآلة والطلبات التي تتلقاها من الزبائن على مستوى المحافظات المصرية وبعض الدول العربية كالسعودية والأردن.