لم يتوقع أحد السبب الذي قُتل الطفل أحمد الأحمر بقنا من أجله، فمنذ تغيب عقب صلاة الجمعة الماضية، تزايدت الشائعات عن سر اختفائه، حتى تبين أنه قتل دون ذنب لعدم قبوله الاعتداء عليه جنسياً من قبل طفل آخر، وعندما فشل المتهم في محاولة الاعتداء عليه مرات عديدة، خاف من افتضاح أمره فقتله، وقام بدفنه في الرمال.
أثارت معرفة تفاصيل الواقعة غضب أهالي قنا، خاصة أن من قام بقتله طفل أيضا، والقانون سوف يحيله إلى الأحداث، فيما انتشر على موقع الفيسبوك هاشتاج "الإعدام لقاتل أحمد الأحمر" حتى يكون عبرة لكل من يرتكب مثل هذه الوقائع المعيرة للمجتمعات وخاصة المجتمع الصعيدي، وأيضاً عبرة لكل ولي أمر لم يراقب ويحسن تربية أبنائه.
بداية القصة
بدأت القصة منذ اختفاء أحمد سيف الأحمر، 11 عاماً، مقيم بشارع الشنهورية بمحافظة قنا، عقب صلاة الجمعة الماضية، والتي قالت عائلته إنه خرج لشراء بعض الأشياء للمنزل، ولكنه لم يعد مرة ثانية، ظلت عائلته تبحث عنه وسط الجيران والشوارع وعند زملائه ولكن لم يكن له أثر، وبعد مرور 24 ساعة من تغيبه، حرروا محضراً بقسم بندر قنا، فظل الجميع يبحث عنه، الأجهزة الأمنية وعائلته وآخرون كثيرون، بالإضافة إلى مستخدمي الفيسبوك، فالجميع اتحد في البحث عن الطفل أملا منهم استرجاعه لعائلته دون حدوث أي ضرر به، رأفة بحالة والديه، ولكن الجريمة خيبت آمال الجميع وتم العثور عليه مقتولاً.
وفي صباح يوم أمس عثرت الأجهزة الأمنية، على جثة أحمد مدفوناً بالرمال، وملابسه عليها آثار دماء، في عقار تحت الإنشاء، في شارع السوق الفوقاني ببندر قنا، بعد تغيبه 4 أيام، مما أثار غضب الجميع وزيادة الشائعات حول مقتله والدافع وراء قتله.
كان اللواء مجدي القاضي مدير أمن قنا، قد تلقى إخطاراً، يفيد بالعثور على جثة أحمد سيف الأحمر، 11 عاماً، بعد تغيبه 4 أيام، بها شبهة جنائية، في عقار تحت الإنشاء، بشارع السوق الفوقاني ببندر قنا، تم عرض الجثة على الطبيب الشرعي والذي تبين أن الطفل قد تعرض إلى محاولات اعتداء جنسي، وبرقبته آثار خنق، وبعد تكثيف التحريات وضبط 6 أشخاص مشتبه بهم في الواقعة في حملة أمنية مكبرة، تم ضبط القاتل وهو نجل حارس العقار الذي وُجدت به جثة أحمد الأحمر، يدعى عبدالرحمن.أ.ح، 17 عاماً.
وبعد التحقيقات اعترف المتهم أنه رأى أحمد في الشارع يمر أمام العقار، فاستغل الفرصة لعدم وجود العمال في المبنى، وطلب من أحمد أن يطلع معه العقار بحجة اللعب، ولكن أحمد رفض خوفاً من تأخره على أسرته، ولكن حاول إقناعه ثانية بأنه يوجد مواشي عند جيران المبنى وأنه يريده معه لمشاهدتها، فوافقه أحمد، وطلع معه المبنى في الدور الخامس، وهنا حاول المتهم تنفيذ مخططه بالاعتداء عليه جنسياً، ولكن قاومه أحمد، فقام المتهم بربط يديه وخنقه، فقام أحمد بضربه برجليه في بطنه، مما أثار غضبه وألقاه من أعلى الدور الخامس، فسقط أحمد قتيلاً داخل المبنى، وحتى يخفي جريمته ظل يلقي عليه الرمال من أعلى حتى اختفت جثته في الرمال، وقام بوضع باب فوق مكان جثته.