مع دخول فصل الخريف واضطرابات أحوال الطقس وبدء تساقط الأمطار في عدد من المحافظات، يعاني الكثيرون من أعراض البرد والإنفلونزا ودون اللجوء إلى الطبيب يتم تناول أدوية البرد والإنفلونزا بدون تشخيص طبي مما يتسبب الأمر في حدوث مضاعفات في الجسم وخاصة الكبد.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد علي عز العرب رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن بعض الأدوية قد تؤدي إلى التهاب كبدي حاد، ومنها المضادات الحيوية والمسكنات التي يتناولها المريض من تلقاء نفسه مع ظهور أعراض البرد والإنفلونزا دون الذهاب إلى الطبيب المختص مما يجعلها تؤثر على الكبد، وأهمها الباراسيتامول من المسكنات التي إذا تم تناوله بجرعات عالية تتعدى 6 جرام يؤدي إلى فشل كبدي حاد يستدعي دخول المريض الرعاية المركزة ويتم إعطائه أدوية مضادة لفعل الباراسيتامول ويكون علاجه بزرع الكبد، ولكن بالمعدلات الطبيعية تحت إشراف طبي لا تسبب مشكلات.
وأفاد "عز العرب" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الأدوية مهمة لأنها تعالج المرض ولكن عندما يلجأ المريض إلى شراء أدوية دون تشخيص طبي أو يعيد استخدام الدواء من تلقاء نفسه لفترات طويلة هي كارثة، وهذا يعتبر خطأ فادح لأن جسم الإنسان يتغير نتيجة مؤثرات عديدة كما أن توصيف الدواء للمرض الحالي يتغير، وأكد على وجود سوء استخدام للأدوية في مصر وتعتبر ظاهرة خطيرة على المصريين.
وأضاف أن جميع أمراض الكبد يمكن أن يسببها تناول أدوية سواء الالتهاب الكبدي الحاد، والالتهاب الكبدي المزمن، وتليف كبدي على المدى الطويل وحدوث أورام وانسداد قنوات مرارية وحدوث الصفرة، قائلًا "نحن نعاني من تأثير تناول الأدوية عمال على بطال خاصة المسكنات والمضادات الحيوية"
وأكد الدكتور حاتم البدوي عضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة التجارية بالقليوبية وسكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف، أن الأدوية يتم صرفها بالروشتة الطبية خاصة المسكنات والمضادات الحيوية ولكن الصيدلي يكون لديه نظره في المريض، لأن هناك مرضى لا يمكنهم الذهاب للطبيب ويكون ذهابهم إلى الصيدلي لأخذ العلاج اللازم.
وتابع "البدوي" في تصريحات لـ"أهل مصر" أن قانون مزاولة مهنة الصيدلة يعطي الحق للطبيب الصيدلي لتخريج مجموعات الأدوية الوصفية بدون روشتات، مؤكدًا أن مادة الباراسيتامول وصفية وهي مادة آمنة، وهي المادة الوحيدة التي يتم كتابتها للطفل من عمر يوم.
ومن جانبها أشارت أماني قريطم، طبيبة صيدلانية، وباحثة في علوم الكيمياء، إلى أن المسكنات التي يلجأ إليها الأفراد عند ظهور أي أعراض تعب ومنها البرد والإنفلونزا تؤثر عليهم بشدة وتسبب مشكلات صحية خطيرة في حالة إذا كانت أجسامهم لا تتقبلها فالتشخيص الطبي قبل تناول العلاج مهم، موضحة أنه على الرغم من مفعولها الطبي لعرض معين ومنها مثلا مجموعة "كيتوبروفين" مسكن قوي والجرعات الزائدة منه تسبب الفشل الكلوي وتقلل خصوبة النساء وتؤدي أحيانًا إلى العقم.