منذ أيام اقترح عضو مجلس النواب، إسماعيل نصر الدين، تدريس مادة بالمدارس والجامعات تحت عنوان "السوشيال ميديا وخطورتها على المجتمع"، وذلك بداية من المرحلة التعليمية الإعدادية مرورا بالمرحلة الثانوية العامة والثانوية الفنية وحتى التخرج من الكليات، على أن تبحث وزارة التربية والتعليم والتعليم إن كانت مادة رسوب ونجاح وتضاف درجاتها للمجموع أم لا تضاف للمجموع.
وأوضح نصر الدين، أن التعلم هو الوسيلة الوحيدة للبناء والتنمية والتقدم، ولهذا لابد أن يواكب النظام التعليمي في مصر مجريات ومتغيرات الأمور في مختلف بلدان العالم، ولا تقتصر المناهج على المتوارث منذ عشرات السنين، فهناك دائما جديد في ظل التطور التكنولوجي وعصر الجيل الرابع والخامس وعلى المناهج التعليمية أن تواكب هذا التطور.
وأشار نصر الدين، إلى أن السوشيال ميديا أصبحت سلاحا خطيرا، تستغله بعض الدول والجماعات في تنفيذ مخططات خطيرة، وأصبحت الحروب الآن إلكترونية، من خلال شاشات التليفون المحمول في أيدي كل الشباب.
وقال: لابد من توعية الشباب والمواطنين بشكل عام بأهمية ما يقومون بنشره عبر صفحاتهم وعدم تصديق كل ما يقال أو يرونه أو يسمعونه فهناك من التطورات الحديثة الآن ما يجعل صورة في عمل فني يصدرها البعض على أساس أنها حدث في بلدة ما وفي النهاية يتم الكشف أن الموضوع شائعة ولا أساس له من الصحة ولهذا لابد من توعية المجتمع بهذا ولا يوجد أفضل من التعليم لتحقيق الهدف المنشود.
وقال الدكتور مجدي حمزة الخبير التعليمي لـ"أهل مصر" أنه يؤيد رأي البرلماني إسماعيل نصر الدين في اقتراح تدريس مادة تحت عنوان "السوشيال ميديا وخطورتها على المجتمع"، ولكن يفضل أن يتم تدريسها من المرحلة الابتدائية حتى التخرج من الجامعات، نظراً لتمكن جميع الأطفال من سن الثلاث والأربع سنوات من استخدامها بشكل احترافي أكثر من أولياء أمورهم.
وأضاف حمزة أنه يقترح أن يكون المحتوى التعليمي الخاص بمادة "السوشيال ميديا وخطورتها على المجتمع" بمشاركة الطلاب والتلاميذ، ولضمان محتوى تعليمي يناسب عقلية التليمذ أو الطالب المتلقي، ومساهمة في حب الطلاب لما يدرسونه وبالأخص فيما يخص التكنولوجيا والسوشيال ميديا لضمان ونجاح المعلم في توصيل المعلومة.
وأشار حمزة إلى أن لا بد من وضع خطة تعليمية تتضمن تدريب المعلمين الذين يؤهلوا لتدريس مادة "السوشيال ميديا وخطورتها على المجتمع"بشكل احترافي"، وذلك لأن الجيل الجديد بدون استثناء يعلم جيداً كيفية استخدام السوشيال ميديا والتكنولوجيا بشكل احترافي أكثر من أولياء الأمور والكثير من المعلمين وخبراء التعليم.
وتابع حمزة أن من قبل تم أيضاً اقتراح تدريس مادة إعلام يدرس بها كل ما يخص الإعلام والصحافة للطلاب وهذا بعيد كل البعد عن مادة "السوشيال ميديا وخطورتها على المجتمع"، حيث أن الإعلام له كليات وأقسام خاصة يمكن الالتحاق بها بعد مرحلة التعليم الثانوي، كما أنه سوف يكون عبء كبير على الطالب.
وقال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي والتعليمي لـ"أهل مصر" أنه يتمنى أن توضع خطة جيدة إذا وافقت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تدريس مادة خاصة بالسوشيال ميديا وخطورتها على المجتمع، وأن لا تكون الدفعة التي سوف تدرسها لأول مرة حقل تجارب.
وأشار مغيث إلى أن اقتراح النائب إسماعيل نصر الدين لتدريس مادة تحت عنوان "السوشيال ميديا وخطورتها على المجتمع" تفكير ممتاز، وذلك يساعد في ربط التعليم بالتكنولوجيا بشكل أفضل نظراً لاستخدام جميع الفئات العمرية للسوشيال ميديا سواء محترف في استخدام التكنولوجيا أو مبتدئ.
وأضاف مغيث أتمنى أن تنفذ هذه المقترحات التي تسعى إلى تطوير التعليم وتساهم في العمل على الجانب الفكري للطالب والابتعاد عن ما يسمى بجانب الحفظ والصم، ويمكن الاستفادة من الطلاب في هذه المادة ومشاركتهم في تكوين المحتوى التعليمي، لأنهم على دراية كافية بالسوشيال ميديا بشكل أكبر من الخبراء التعليميين.
كما ذكر مغيث أنه منذ فترة اقترح أيضاً أحد البرلمانيين تدريس مادة تحت عنوان "مادة إعلامية" وتم التغاضي تماما عن هذا الاقتراح مع إنه لو تم تنفيذه كان ساهم بشكل كبير في إنشاء جيل واعي ومدرك للصحافة والإعلام والجهد الكبير المبذول.