طرق الموت في البحيرة.. مواسير الصرف الصحي وجسور من "الجراكن" وسائل عبور التلاميذ إلى المدارس (صور)

مازالت صور طلاب مدرسة عزبة الديب المشتركة بمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، عالقة بالأذهان، حيث كان المئات من التلاميذ يعيشون يومياً حالة من الرعب بسبب عبورهم على ماسورة للجانب الأخر للوصول إلى المدرسة، إضافة إلى مأساة غيرهم من التلاميذ الذين يعانون من نفس المشكلة في مراكز أخرى بالمحافظة.

ويُعد مركز إدكو بالبحيرة، من المراكز التي تعاني من طرق الموت، حيث أعرب السيد حسن، 45 عامًا، عن غضبه من تعرض حياة أبنائهم للخطر طوال أيام الدراسة، قائلا: «بدأ العام الدراسي الجديد ومازالت مشاكل الطرق كما هي، أين المسؤولين وأين خطة الدولة لتوفير أبسط الخدمات للمواطنين؟ يعني منتظرين وقوع الكارثة وبعد كده تبدأ القرارات، أنا ولي أمر 4 طلاب في مراحل تعليمية مختلفة، كل يوم نعاني من مرور أولادنا على جسر صغير من الجراكن أعلى ترعة صرف صحي للعبور إلى البر التاني والوصول إلى المدرسة».

وأشار حسن، إلى أنه أثناء العام الدراسي الماضي سقطت إبنته في ترعة الصرف الصحي أثناء عبورها إلى البر الثاني للوصول إلى مدرستها، موضحًا: «ستر ربنا هو إللي أنقذ ابنتي، دا غير أن كل بيت في القرية مر بنفس الموقف، لكن إذا ظل الحال كما هو، ستحدث كارثة بغرق أحد الطلاب أثناء السير على هذا الجسر للعبور إلى البر الثاني، ونحن من جانبنا كأولياء أمور قدمنا العديد من الشكاوي للمسئولين في المحافظة ومديرية التربية والتعليم ومجلس المدينة، وطالبناهم بإقامة كوبري لإنقاذ أطفالنا، وحتى الآن لم يحدث أي تحرك وظل الوضع على ما هو عليه».

اقرأ أيضا.. طرق الموت.. حاصدة أرواح التلاميذ في الغربية.. محمد: "كل يوم بيحصل أكتر من حادث".. رباب: "أنقذوا أولادنا من الهلاك" 

ومن جانبه قال سليمان عبد الرؤف الديشى، 42 عامًا، ولي أمر طالبين بالمرحلة الابتدائية والإعدادية، ومقيم بمركز كوم حمادة، أن أبنائه يستيقظون في الخامسة والنصف صباح كل يوم للذهاب للمدرسة بعزبة الديب التي تبعد حوالي 6 كيلو عن القرية، ويتم اختصار الطريق عبر الذهاب عن طريق ماسورة أعلى مصرف كوم حمادة أمام عزبة الديب، لأن أقرب كوبري للعبور من هذه القرية يبعد حوالي ثلاثة كيلو، موضحًا أنهم طالبوا المسئولين كثيرًا بإنشاء كوبري مشاة لإنقاذ أطفالهم من هذا الأمر دون جدوى، وذلك بعد أن سقط عدد كبير من التلاميذ فى مياه المصرف خلال الفترة السابقة أثناء عبورهم الطريق إلى المدرسة عبر تلك الماسورة.

ويقول محمد شعبان من أبناء قرية الأبعادية التابعة لمركز دمنهور، إن طلاب المدارس ليسوا وحدهم من يعانون من طرق الموت، فهذه المعاناة تلقي بظلالها أيضا على طلاب الجامعات، حيث شهدت منطقة الأبعادية العديد من الحوادث المرورية لطلاب جامعة دمنهور، بسبب عدم وجود كوبري مشاة، لتقليل وقوع الحوادث المرورية. 

وأكد محمد سعد، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة البحيرة، في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أنه تم إعداد خطة عمل استعدادًا للعام الدراسي الجديد وحصر كافة المشكلات التي واجهت الطلاب والطالبات خلال العام الدراسي الماضي، والعمل على حلها حتى لا تتكرر هذا العام، مشيرًا إلى أنه تم حصر جميع الطرق والمواصلات الخطرة التي تستخدم من قبل أولياء الأمور والطلاب للوصول إلى المدارس، ومخاطبة الجهات المعنية لعمل الإجراءات اللازمة سواء من إنشاء كوبري مشاة، أو رصف الطرق غير السليمة، موضحًا أن اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، أصدار قرارًا أثناء اجتماعه بقيادات التعليم لمناقشة خطة الاستعدادات النهائية لاستقبال العام الدراسي الجديد، بسرعة تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل الوصول إلى المدارس بطرق آمنة».

نقلا عن العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً