تضم محافظة المنيا عددًا من الطرق التي أضحت معبرًا للموت السريع تارة، وسبيلًا لإحداث العاهة المستديمة للطلاب تارة أخرى، وذلك وسط غياب تام لتأمينات الطرق المؤدية للمدارس، فضلا عن عدم جاهزيتها لسير الطلاب من وإلى المدرسة، وتعد الطرق المؤدية إلى المدارس المتواجدة بالقرى أكثر خطورة من تلك التي تقع بزمام المدن، كون الأولى تقع على مقربة من الطرق السريعة مما يجعل الطلاب يمرون إلى حافة الموت، خاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين يعبرون من القرى والعزب سيرًا على الأقدام في رحلة العلم الشاقة.
وعلى مقربة من إحدى الطرق الفرعية بمركز بني مزار شمال المنيا، كادت الطالبة "رابعة"، أن تدفع حياتها ثمنا لاتمام تعليمها، بعد أن كانت تذهب يوميا إلى المدرسة وتسير على الأقدام ما يقرب من 2 كيلو ذهابا وإيابا حتى تحقق حلمها، لكن وقوع المدرسة على الطريق السريع تسبب في تعرضها لحادث اصطدمت خلاله إحدى المركبات بها مما تسبب في إصابتها بعاهتين مستديمتين إحداهما فى العين، والأخرى شوهت جزء كبير من وجهها.
"رابعة"، التي أضحت نموذجا لضحايا الطرق السيئة المؤدية للمدارس خاصة بالقري، تقول: "أصبت بعاهة مستديمة دمرت عيني اليسرى، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى تدمير وتشويه أجزاء كبيرة من وجهي، وهذا الطريق تسبب فى إصابة عدد كبير من الطلاب فى الابتدائية والإعدادية لعدم وجود مدرسة بالقرية، ولهذا السبب قرر أهالى قرية الريدي انشاء مدرسة علي نفقتهم الخاصة وبالفعل شيدت من الطوب الحجري للحد من انتشار تلك الحوادث وحتى لا تتكرر مأساتي مرة أخرى".
اقرأ أيضًا.. حماية الطفل بمطاي تبحث توزيع الشنط المدرسية على مستحقيها (صور)
وفي السياق ذاته، لم يتمكن طلاب المرحلة الابتدائية بقرية زاوية الجدامي بمركز مغاغة شمال المنيا، من الدخول إلى المدرسة بعد أن أغلقت كافة الطرق المؤدية إليها بسبب إغراق المياه الجوفية لها، وباتت المدرسة عائمة على بركة من المياه أدت إلى إحجام عدد كبير من أولياء الأمور عن ارسال ابنائهم الى المدرسة.
ويقول محمد صالح ، أحد أهالي القرية، إن الوضع سيئ جدًا وجميع الطرق مغلقة أمام تلاميذ المدرسة، ولم يتمكنوا من دخول الفصول إلا عقب الغوص داخل المياه الجوفية التي تغرق المدرسة، لافتًا إلى أن أولياء الأمور ناشدوا عدد كبير من المسؤولين، وكل ما حدث أنهم يرسلون سيارات الكسح لشفط المياه في بعض الأيام، ويتركون المدرسة غارقة بالمياه باقي الأيام.