رغم مرور 64 عامًا علي أحداث "ثورة 23 يوليو"، لازالت الثورة تبحث عن مجال لتحقيق باقي أهدافها التي خرج الشعب لينادي بها، فحتي وقت طالبت باستكمال دور الثورة فى التطهير بانجاز بعض الأهداف، وعلى رأسها:
1- القضاء على الفساد 2- القضاء على الإقطاع والرأسمالية 3- تحقيق العدالة الإجتماعية بين طبقات الشعب 4- بناء جيش قومى قوى يستطيع التصدى لإى عدوان خارجى 5- وضع نظام ديمقراطى، وتلك المطالب لم تتحقق بشكل كامل ولكن لازال هناك الكثير والكثير من الطموحات.
ففي صباح 23 يوليو 1952، انطلق الضباط الأحرار، وسيطروا على الأجهزة والهيئات الحكومية، ومبنى الإذاعة، والمرافق العامة، وأعلنوا للشعب إنتهاء الملكية والاستعباد وبداية عصر جديد ليس فى مصر وحدها بل وفى الشرق الأوسط ودول العالم الثالث.
وكان مجموعة من الضباط قد خططوا للإطاحة بحكم الملكية لتحقيق عدة أهداف، منها القضاء على الاستعمار والاقطاع، وعلى سيطرة رأس المال، وإقامة جيش وطني قوي، وحياة ديمقراطية سلمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
هذه الأهداف الستة منها ما تحقق على عقب الثورة مباشرة، ومنها ما تحقق فى غضون السنوات التالية، ومنها ما لم يتحقق حتى هذه اللحظة، ومازال ينتظر القيادة التى تعمل على تنفيذ الأهداف التى قامت من أجلها ثورة يوليو قبل 62 عامًا.
ولكن الثورة لم تتمكن من بناء الديمقراطية التى سعت لها، وإن كان ما ظهر منها هى ديمقراطية منقوصة لم تدم طويلًا، سوى بعزل الملك وتنصيب رئيس دون تداول حقيقي للسلطة، وكرس الرؤساء أنفسهم على الشعب المصري، تارة بالاستفتاء وتارة بانتخابات شابها العوار والزيف، وأصبحت المناصب حكرًا على فئات معينة قريبة من الرئيس وحاشيته، وأصبحت ولاية الرؤساء الذين مروا على مصر تنتهى إما بالموت أو القتل بالرصاص أو نتيجة لثورة تعزل أو تخلع الرئيس.
وظهرت الرغبة فى السلطة جليةً عندما دعا الرئيس الراحل محمد نجيب فى عام 1954 وطالب بعودة الجيش إلى ثكناته العسكرية، وهى الدعوة التى قوبلت بغضب من الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة، التى ارتأت إن دعوات نجيب تهدد مصالحها وقامت بعزله عن الحكم.
أما الأهداف التي تحققت فنجد منها انتهاء النظام الملكي بعزل الملك فاروق، وإعلان مصر دولة جمهورية فى 18 يونيو 1953، وتعيين الرئيس محمد نجيب أول رئيس رسمي للبلاد، ومفجر الثورة لدرجة أن صحيفة "المصري" كتبت على صدر صفحتها الأولي مانشيت "نجيب يقوم بتطهير الجيش".
هناك أيضا هدف آخر قد تحقق، وهو بناء جيشًا وطنيًا قويًا بالإضافة إلي القضاء علي الإقطاع وسيطرة رأس المال والاحتكار، وتوزيع الأراضي على صغار المزارعين، والتوسع فى رأسمالية الدولة، عبر إقامة المصانع المملوكة للدولة.
وعلي الجانب الآخر، تحققت عدة أهداف أخري ولكن لفترة مؤقتة، منها العدالة الاجتماعية، والقضاء على الإقطاع، لكن بمرور الوقت ومع سوء استغلال السلطة، تدهور حال العدالة الاجتماعية إلا أن زالت، وعادت الأوضاع إلى أسوء مما كانت عليه قبل ثورة 23 يوليو.