"داخل وكر الجن.. حلها".. ضاقت عليهما الحياة وباتت تطردهما من جعبتها، الزوجة حائرة فى أمرها، دق زوجها كل أبواب العمل، ومع كل محاولة تسكن الحسرة قلبيهما، وبعد عجزه عن إيجاد طريق لتحصيل قوت يومهما، وجدت الزوجة نفسها مجبرة على السير في طريق "التخاريف والخزعبلات" بحثاً عن بارقة أمل.
انساقت الزوجة في طريق الدجالين والمشعوذين، بحثاً عن عمل لزوجها يخرجهما من كبوة الحياة، فاستجابت لما تردد على مسامعها من جيرانها وأقاربها عن قدرة "شيخ" فى تحقيق الأمنيات وفك ما هو معسور، حتى حدثت المأساة التي لم يتخيلها أحد، لينتهي الأمر بقتل "الجدة عزيزة" ككبش فداء لأفعال "الشيطان".
السطور التالية تروي حكاية زوجة لجأت الى السحر بعدما ترك زوجها عمله، وضحت بشرفها، وبعد عامين اكتشف زوجها خداع الشيخ لهما، وبعد فشله فى العثور على عمل قتل والدته "الجدة عزيزة" للانتقام منه.
البداية
كانت قصة ترك الزوج لعمله وفشله فى العثور على وظيفة تكسر كبوة الحياه هى سبب لجوء زوجته إلى الطريق الشائك، سمعت الزوجه ذات ليلة جيرانها يحكون عن قدرة "الشيخ مصطفى" فى تحقيق الأمنيات، وهو الأمر الذى جعلها تلجأ إليه لإيجاد وظيفة لزوجها العاطل، وبات الشيخ الساحر هو الأمل الوحيد لها في إنعاش حياتهما، فهو بلا شك قادر على عمل حجاب أو سحر يجلب لزوجها عملا جيدا.
"الشيخ مصطفى" كان الشيخ أو "الدجال" الذي بدأت الزوجة تتردد عليه دون أن تدرك أن النهاية تقترب، خاصةً مع طلباته «الخزعبلية» إذ طلب منها شرفها وقضاء ليال حمراء معها بحجة إرضاء الجن، وفي كل مرة كان يبيعها الوهم حتى سيطر على عقلها وعقل زوجها.
الصدفة
عامان كاملان حصل خلالهما الساحر الملقب بـ "الشيخ مصطفى" على الولاء الكامل للزوجين مما مكنه من معاشرة الزوجة وممارسة الرذيلة معها في وجود زوجها تحت تأثير التنويم المغناطيسي بحجة إرضاء الجن، ليكتشف الزوج الأمر بالصدفة، ويعزم على الانتقام منه، فعزم على قتله، وشق الأرض بحثاً عنه عبر أيام وشهور، دون أن يجد له أثرا، حيث كان كير الاتطلاق في المحافظات، فلبس عباءة إبليس وعقد النية على قتل والدته انتقاما منه، إذ العين بالعين كما حدثته نفسه، لتكون النتيجة مصرع "الجدة عزيزة" أو كما أطلق عليها "عجوز النوبة" بعد أن شج رأسها بـ"شاكوش" ومزق جسدها بـ"كتر".
كشف اللغز
محمود سكر، وكيل أول نيابة حوادث شمال الجيزة، تمكن على مدار الأشهر الماضية، من إماطة اللثام عن تفاصيل جريمة قتل الجدة، لينبثق من القضية شق آخر خاص بنجلها، حيث أمرت النيابة باستدعائه، وما إن حضر نجل القتيلة إلى سراي النيابة حتى أصدرت قرارا بإلقاء القبض عليه وإخضاعه للتحقيق وتحديد الأسباب التي دفعت المتهم وزوجته لقتل والدته.
"اعترافات المتهم"
اعترف الشيخ مصطفى أنه شق المحافظات في الوجهين القبلي والبحري وتمكن من خلال عمله من كسب أموال طائلة كان ينفقها جميعا ولم يتمكن من عمل ثروة، وأن كثيرا من ضحاياه لم يستجيبوا لطلباته بمعاشرة نسائهم فمنهم من كان يوافق مباشرة وآخرون رفضوا تماما الفكرة وقطعوا التعامل معه، حتى ترك محافظة أسوان بعد مقتل والدته وسكن بمنطقة إمبابة بالجيزة، والتي اكتسب فيها شهرة واسعة واستمر في عمله كدجال وتقاضى مبالغ مالية من المواطنين بحجة الحصول لهم على ذهب وآثار بعد أن يطلب منهم "زئبق أحمر" وأدوات حفر لاستخراج الكنز.
وقررت النيابة حبس "الشيخ مصطفى" على ذمة التحقيقات ونسخ نسخة من القضية الأصلية، لإحالته منفصلا إلى المحاكمة الجنائية.