يشبه الكنائس.."القاياتي" أقدم مساجد المنيا الأثرية يرجع تاريخه إلى العصر العثماني (صور)

زخرفة فنية ومعمارية فريدة من نوعها تجسد حقبة تاريخية ترجع إلى العصر العثماني، ويتبع تخطيط هذا المسجد نظام الأروقة، ويشبه في بنياته تخطيط الكنائس، وهو الأثر الإسلامي الوحيد بمركز العدوة الشاهد على عبق التاريخ.

يقع مسجد القاياتي في قرية القايات التابعة لمركز العدوة شمال محافظة المنيا، وأنشأ المسجد عبد اللطيف بن حسين بن علي بن عبد الجواد القاياتي والذي يرجع تاريخه إلى العصر العثماني، والمشيد عام 1258 هجرى، يتخذ مسجد القاياتي تخطيطا متعامدا يشبه في بنياته تخطيط الكنائس ذو التخطيط المربع، ويتبع في تخطيطه نظام الأروقة محلاة بعقود تحملها أعمدة.

ويضم المسجد من الجهة الشمالية واجهة تنقسم إلى ثلاث دخلات تحوي كل واحدة نافذة مستطيلة يعلوها عقد عاتق ثم يعلوه قنديلية تتطوقها صفوف من المقرنصات، فضلا عن وجود شرفات العرائس، وهي الجهة التي يقع بها الباب الرئيسي للمسجد وفي جانبيه تقع مكسلتان من الحجر إضافة إلى الزخارف التي تزين الواجهة الشمالية من الجفت، وبالواجهة الجنوبية تحوي مدخلان آخران للمسجد ودورة مياه، وبالواجهة الشرقية تحيطها قنديلية من المقرنصات، إلا أن الوضع يختلف بالجهة الغربية التي تفتقر بعض الشئ إلى الزخارف الفنية.

ويضم مسجد الشيخ القاياتي أربعة أروقة تفصلها ثلاثة بوائق محمولة جميعها على أعمدة رخامية، بينما يقع المحراب بالناحية الشرقية المتوج بعقد نصف دائري ملقى على عمودين ينتهي كلا منهما بتيجان والقد مزخرف بزخارف متنوعة ما بين هندسية ونباتية، ويقع على يمين المحراب المنبر المنسوج من الخشب وتزين قاعدته الزخارف الهندسية وبعض من زخرفاته يزينها خشب الخرط بطريق التعشيق، كما حفر على باب المنبر لفظ الجلالة "الله" يعلوها "مقرنصات" وشريط من الخشب الخرط يتوسطه جملة " إنا فتحنا لك فتحا مبينا" عمل حسن، ويعلو الباب قبة مثمنة الشكل تحمل قبة أخرى خشبية يعلوها هلال، ويغطي المسجد سقف من ألواح خشبية تحملها عروق مزينة، كما يقع الضريح بأركانه الأربعة يزينها حنايا ركنية، زينت واجهته بزخارف متعددة. 

يقول أحد مفتشي الآثار، إن المسجد تحفة إسلامية عثمانية مضى على إنشائه ما يقرب من 500 عام، تعرض للانهيار منذ ما يقرب من 20 عاما مما تسبب فى إنهيار جزء منه، لافتًا إلى أن المسجد نالته يد التطوير منذ عدة سنوات، موضحًا أن مسجد الشيخ القاياتي هو الأثر الإسلامي الوحيد المتواجد على أرض مركز العدوة أقصى شمال محافظة المنيا ويقصد زيارته أبناء البلدة فقط لبعده عن باقي مراكز المحافظة.