اعلان

سافر من أسيوط إلى الجيزة.. شاب يثأر لوالده خلافا على قطعة أرض: "المعايرة مُرة وهفضل مذلول أنا وخواتي طول العمر"

ما زالت نار الثأر تشتعل بين أهالي صعيد مصر، باعتبارها عادة تلاحق العار فيما بينهم ما لم يتم الأخذ به.. خلافات على قطعة أرض ملأت صدر فلاح ببركان من الغضب ليقدم على قتل جاره خلال فترة زمنية لا تتعدى حدود الـ60 دقيقة بمنطقة السوالم البحرية، بمحافظة أسيوط، لم يستوعب الابن موقف قتل والده، وعزم على الأخذ بالثأر من "مصطفى م ا"، لوالده، بمساعدة 3 آخرين في منطقة إمبابة بالجيزة.

تلقى قسم شرطة إمبابة بلاغا من الأهالي يفيد بمقتل شخص، بالانتقال تبين صحة البلاغ، الفحص ببين أن الجثة لشخص يدعى"مصطفى م ا"، مصاب بطلق ناري، وتحرر المحضر اللازم حيال الواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

أجرى المقدم علاء فتحي، رئيس وحدة مباحث قسم شرطة إمبابة، تحرياته اللازمة حيال الواقعة وتبين أن وراء ارتكاب الحادث "عمرو م ا"، 25 سنة، فلاح، مقيم بمنطقة السوالم البحرية بأسيوط، ونفاذ لإذن النيابة العامة لضبط المتهم، تم تشكيل فريق بحثي بالتنسيق مع مديرية أمن أسيوط، تم القبض على المتهم، بمواجهته أقر بارتكاب الواقعة تفصيلا اخذًا بثأر والده من المجني عليه حسب ما جاء بتحقيقات النيابة.

وأوضحت تحريات المقدم علاء فتحي، أن هناك خصومة ثأرية بين المجني عليه وأهلية المتهم عقب نشوب مشاجرة بينهما خلافا على قطعة أرض أسفرت عن مقتل مصطفى م"والد المتهم"، وعلى أثرها قرر المتهم السفر إلى محافظة الجيزة، حتى يأخذ بثأر والده مستعينا بثلاث أشخاص حتى يعاونوه على إتمام جريمته.

وبسؤال حسام الشرقاوي، 26 عاما، أخصائي مساج، "أحد شهود العيان" أقر بسماع تعالي أصوات، وأبصر تعدي 4 أشخاص على المجني عليه بسلاح ناري وأسلحة بيضاء حتى سقط أرضا وسكن مدرجًا بدمائه وفروا عقب ذلك هاربين.

أمرت نيابة شمال الجيزة الكلية بانتداب فريق من أدلة البحث الجنائي من مصلحة الطب الشرعي لمناظرة الجثة، وإجراء كشف الصفة التشريحية بدار التشريح.

أثبت تقرير الصفة التشريحية أن وفاة المجني عليه تعزي للإصابات القطعية والطعنية والنارية لما أحدثته تلك الإصابات من كسور بالجمجمة وعظمة الفخذ الأيمن والساعد الأيمن، وما صاحب تلك الإصابات من نزيف إصابي غزير وصدمة.

ونسبت النيابة العامة في القضية رقم 49434 لسنة 2010 جنايات قسم امبابة المقيدة برقم 5858 لسنة 2010 كلي شمال الجيزة، لكل من المتهم "عمرو م ا"، 25 سنة، فلاح، "محبوس"، "عبده م"30 سنة، هارب، "باهي ح" 23 سنة هارب، "حسن ر" 25 سنة هارب - جميع المتهمين يعملون بالفلاحة- تهمة قتل المجني عليه" مصطفى م " مع سبق الإصرار والترصد بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله للثأر منه، وأعدوا لهذا الغرض أسلحتهم طبنجة، أسلحة بيضاء.

وقام المتهمون بتوزيع الأدوار فيما بينهم بأن ترصدوا المكان الذي أيقنوا سلفا حضوره إليه وما إن ظفروا به انهالوا عليه بأسلحتهم وأطلقوا الأعيرة النارية صوبه محدثين به إصابات أودت بحياته.

كما وجهت النيابة للمتهمين إحراز سلاح ناري مششخن طبنجة وذخائر نارية مما تستخدم في ذلك السلاح سالف الذكر بغير ترخيص، وأسندت للمتهم الأول والثالث والرابع إحراز أسلحة بيضاء" سكين، ساطور" دون مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية.

وأحالت النيابة المتهمين إلى محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة لمحاكمتهم طبقا لمواد الاتهام الواردة بأمر الإحالة ومرفق قائمة بأدلة الإثبات، مع استمرار حبس المتهم الأول، وإحضار باقي الهاربين وحبسهم على ذمة المحاكمة الجنائية.

وجاءت أقوال المتهم" عمرو م" أمام قاضي المحكمة، بأن والده أختلف مع المدعو" مصطفى م" على قطعة أرض فقام ذلك الشخص بقتل والده، مضيفا أن العادة في الصعيد هو الأخذ بالثأر لرجوع حق والده، مشيرا إلى كيفية إتمام جرمه عن طريق الاستعانة بـ 3 أشخاص من أقاربه، وذلك للثأر من الذي قتل والده قاصدا ذلك دون غيره،فرفضوا مساعدته ولم يذهبوا معه.

وتابع، أنه أخذ يترقب خصمه حتى اخذ بثأر والده، وعندما أتمم جرمه، عاد من الجيزة إلى أسيوط وقام بتسليم نفسه لمركز شرطة أبنوب، وقام المركز بترحيله إلى قسم شرطة إمبابة وذلك للإدلاء بأقواله في القضية.

واستطرد، نظرا لتواجده مع مسجونين في الحجز أخبرهم بقضيته وهو صغير السن فقاموا بتخويفه منها، وقالوا له: " حاول تتهم حد معاك في القضية عشان متاخدش حكم كبير"، فلم يكن أمامه غير أن يتهم أقربائه الذي طلب معاونتهم لأخذ ثأر والده، كما أنه اتهمهم نظرا لشدة الخوف الذي كان يمر بها، واختتم حديثه:" ثأرت من قتل والدي لأن المعايرة مُرة وهفضل مذلول أنا وخواتي طول العمر".

وقضت الدائرة السابعة، بمحكمة جنايات جنوب الجيزة الابتدائية، برئاسة المستشار السيد محمد لاشين، وعضوية المستشارين ابراهيم فهد محمد، وأحمد محمد عبد السلام، وأحمد بهاء الدين، بمعاقبة المتهم الثالث بالسجن المشدد 15 سنة، ويذكر ان المتهم الأول محكوم عليه بالمؤبد وباقي المتهمين تم اخلاء سبيلهم (المتهم الثاني والرابع).

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً