"البحث عن المال" جعل الكثيرين من مواطني محافظة قنا، يحفرون قبورهم بأيديهم بحثا عن الآثار، دون مراعاة لأسرهم وما يلحق بهم من أذى لفراقهم، رغبة في الحصول على المال دون تعب وبالطريق الأسهل بالنسبة لهم، ولم يكن في علمهم أن نهاية أرواحهم ستكون تحت الأنقاض طلبا للمال الذي لم يتمكنوا من الحصول عليه.
بعد استخراج جثة باحث عن الآثار الأسبوع الماضي من تحت الأنقاض بقنا، كانت هناك أسرة أخرى تستغيث بمحافظ قنا وبالصحفيين لمساعدتهم في إيجاد نجلهم المتغيب الذي خرج قبلها بأسبوعين ولم يعد ثانية.
بدأت قصته منذ 15 يوماً، عندما خرج محمد رضوان مبارك، 34 عاماً، عامل، ومقيم بقرية دندرة بقنا، مخبراً أسرته أنه خرج لمزاولة عمله العادي، ولكنه تغيب فترة ولم يعد، ظلت عائلته وجيرانه يبحثون ولكن لم يستطيعوا العثور عليه، وبعد 4 أيام من تغيبه قاموا بتحرير محضر بمركز الشرطة.
كان اللواء مجدي القاضي مدير أمن قنا، قد تلقى بلاغاً من المواطن رضوان مبارك أحمد، بتغيب نجله محمد، 34 عاماً، مقيم بقرية دندرة، وعلى الفور بدأ فريق البحث بمديرية الأمن في التحريات، وتوصلوا إلى أن العامل المتغيب اشترك مع 5 أشخاص آخرين للحفر والبحث عن الآثار بنجع عربة الصبحة، المجاور لصومعة قرية المراشدة، وأثناء التنقيب سقطت الحفرة على العامل المتغيب، وحاول شركاؤه استخراجه ولكنهم فشلوا، فتركوه تحت الأنقاض وفروا هاربين.
اقرأ أيضا.. انتشال جثة شاب من حفرة تحت الأرض بالمراشدة في قنا
تمكنت الأجهزة الأمنية بقنا، أمس، من العثور على جثته، واستطاعت الحماية المدنية استخراج الجثة، ونقلها إلى المستشفى، وتم تحرير محضر بالواقعة، وجارى تكثيف التحريات لضبط المتهمين الهاربين.
حفر الغائب قبره بيده دون أن يعلم، مات وترك الحسرة في قلوب أسرته، والدته التي لزمت الفراش منذ تغيبه، ووالده المسن الذي استغاث بمحافظ قنا والدموع في عينيه، فأصبح جلب الأموال سببا لحصد الأرواح.