شرع ابن المنيا في البحث عن لقمة عيش له وأسرته والعمل على توفير أموال تعينه على تجهيز غرفة صغيرة كي يتمكن من الزواج وبناء أسرة، وشد الرحال متجها إلى منطقة بني غازي التابعة للأراضي الليبية ولكونه خرج مبكرا من أداء خدمته العسكرية في مصر لكونه يعاني من ضعف بالنظر لم يجد عملا يتقبله في الغربة سوى العمل داخل أحد بيوت الله لكن سرعان ما انقطعت أخباره واتصالاته منذ 3 سنوات، تنتظر الأم لحظة قرع أبواب مسكنها حين يخفق قلبها باعتقادها أن نجلها هو من يطرق بابها حتى خابت ظنونها ولم يعود الابن إلى والديه وظل غائبا فى ظروف غامضة.
على مقربة من الطريق الصحراوي الغربي بقرية طرفا الكوم التابعة لمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، تجلس سيدة في عقدها الستين كادت الدموع المنهمرة على وجهها الشاحب تغرق ملامحها، تنتظر لحظة عودة "حمزة" الابن الغائب منذ سنوات بعد أن انقطعت أخباره دون مقدمات خلال فترة عمله بالأراضي الليبية التي اعتاد على السفر إليها على مدار 3 مرات يعود في كل مرة إلى حضن أمه محملا بما تمكن من جلبه لإسعادها.
تقول وفاء هلال، والدة "حمزة" إنني تلقيت آخر اتصال هاتفي من نجلي حمزة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات أستعلم خلالها عن قيام نجل خاله بموعد إجراء التحاليل الطبية الخاصة به ومنذ ذلك الحين لم أتلقى أي اتصال هاتفي منه حتى الآن، لافتة إلى أنني لم أعلم أي أخبار عن نجلي ولم أسمع صوته مرة أخرى ولا قالي عامله إيه يا أمي".
واستكملت الأم أن "حمزة كان يعمل عامل في مسجد على باب الله، لافتة إلى أنه سافر للمرة الثالثة إلى بني غازي بالأراضي الليبية حيث أنه سافر وعاد إلى القرية مرتين قبل سفره الأخير، موضحة أننا تواصلنا مع أصدقائه هناك فأخبرونا أنهم لم يعلموا مكان تواجده فقط يعلمون أن هناك مجموعة جاءت وأخذته من المسجد، الأمر الذي علمته مؤخرا لخوف أصدقائه من تأثير معرفة ذلك علي بسبب مرضي وعلمت الخبر بعد ثلاثة أشهر من اختفاء نجلي وانقطاع أخباره.
وأوضحت، "حمزة" تعلم حتى مرحلة التعليم الفني لكنه لم يكمل بسبب المال وقرر الذهاب إلى ليبيا لتوفير المال ويعمل أوضة يجوز فيها لكن حط علينا الزمن، موضحة أن البعض يقول أنه مات والبعض الآخر يقول أنه مفقود ، مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلة "شوفلي ابني هاتلي ابني ابني خسارة يضيع ابني غلبان يصلح حالك ياريس".
من جانبه يقول خالد شلقامي، والد "حمزة"، إنني اتصلت هاتفيا بنجلي حمزه لكنني فوجئت بأحد ما يقول لي في الهاتف لا تتصل هنا مرة أخرى لكنني لم أعلم إن كان نجلي حمزة قال ذلك وأنه تم اختطافه أم لا لكنني تواصلت مرة أخرى عبر الهاتف وأجابني أحد الأشخاص وقال لي العبارة ذاتها وتأكدت أنه ليس نجلي، لافتًا إلى أنني تواصلت مع أصدقائه هناك أخبرني الجميع أنهم لا يعلمون عنه شيئا وحاولت الاتصال مرات أخرى لكنني وجدت الرقم أغلق.
واستكمل الأب، أننا لا نعلم مصير نجلي حمزة حتى الآن ونستمع لحديث الأهالي أن نجلنا مقتول ونحن نأكل ونشرب ولا يهمنا الأمر، لكننا أسرة فقيرة لا حول لنا ولا قوة ولم نتمكن من التواصل مع السلطات المصرية كي تعيد لنا "حمزة"، لكن لدينا أمل في الله أنه حي يرزق.
وأردف" أن حمزة التحق بخدمته في الجيش لمدة ما يقرب من عام لكن تم إعفاؤه من خدمته لما كان يعانيه من ضعف في نظره حينها قرر مواصلة عمله وتوفير لقمة العيش من خلال سفره وعمله بالأراضي الليبية، مناشدا السلطات المصرية والليبية بالبحث عن نجله "حمزة" لإعادة الروح من جديد لوالديه.