بعد سعي ديمقراطيو مجلس النواب الأمريكي للإطاحة برئيس البلاد، دونالد ترامب، متذرعين بمكالمة هاتفية مثيرة للجدل أجراها الرئيس مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أثار هذا المسعى تساؤلات حول الخطوات المتبعة لإتمام هذا الإجراء واحتمالية تجسيده.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، أن المجلس سيبدأ بالنظر في مسألة عزل ترامب على خلفية المعلومات حول ضغطه على أوكرانيا لمصلحته السياسية، فكيف يمكن أن تسير عملية العزل التي تبدأ بمساءلة الرئيس؟
من أين جاءت فكرة العزل؟
إجراءات عزل رؤساء الولايات المتحدة أدرجها مؤسسو الولايات المتحدة في الدستور، بعد أن خشوا من أن يسيء أحد الرؤساء استغلال منصبه وصلاحياته، حيث يمكن بمقتضى الدستور عزل الرئيس بسبب "الخيانة أو ارتكاب أي جريمة كبرى أخرى أو جنحة".
كيف تتم عملية العزل؟
تبدأ العملية بمساءلة الرئيس عبر توجيه مجلس النواب اتهامات له، وهي عملية تشبه إصدار الادعاء قائمة اتهامات في قضية جنائية.
وعلى مدار تاريخ الولايات المتحدة، كانت "لجنة الشؤون القضائية" بمجلس النواب هي التي تقود تحقيقات المساءلة غير أن قيادات الحزب الديمقراطي يمكنها أيضا اختيار لجنة خاصة.
وإذا وافقت أغلبية بسيطة من أعضاء المجلس البالغ عددهم 435 عضوا على توجيه اتهامات للرئيس، فيما يطلق عليه "بنود المساءلة"، تنتقل العملية إلى مجلس الشيوخ، الذي يجري محاكمة لتحديد ما إذا كان الرئيس مذنبا.
ويقوم أعضاء مجلس النواب في مثل هذه المحاكمات بدور الادعاء وأعضاء مجلس الشيوخ بدور المحلفين ويرأس جلسات المحاكمة كبير القضاة في المحكمة العليا الأمريكية. وتتطلب إدانة الرئيس وعزله موافقة مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو بأغلبية الثلثين.
في المقابل، من الممكن أن تصوت الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ على الفور بإسقاط التهم الموجهة لترامب دون النظر في الأدلة.
من سيرأس الولايات المتحدة إذا عزل ترامب؟
في حالة اتخذ مجلس الشيوخ خطوة إدانة ترامب، فإن نائبه مايك بنس سيصبح رئيسا في الفترة المتبقية من ولاية ترامب، والتي تنتهي في 20 يناير 2021.
اقرأ أيضاً: البيت الأبيض ينشر نص المكالمة الهاتفية التي قد تتسبب في عزل ترامب
العزل في تاريخ الولايات المتحدة
لم يحدث من قبل أن عُزل رئيس من منصبه كنتيجة مباشرة للمساءلة، فيما استقال رئيس واحد هو ريتشارد نيكسون من منصبه عام 1974 قبل إمكان مساءلته، في حين وجه مجلس النواب اتهامات لرئيسين هما أندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون، لكن مجلس الشيوخ لم يصدر قرارا بإدانة أي منهما.