عندما تجتمع السينما والطب سويًا يُصبح الأمر غير مألوف، وهذا ما فعله مهرجان ملتقى ميدفست- مصر، الذي يهدف إلى التواصل بين الأطباء وصناع السينما من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة، وكان مؤسس ومدير هذا الملتقى هو مينا النجار الذي يعمل كطبيب بشري وأخصائي للتغذية العلاجية وكذلك شارك كممثل في عدد من المسلسلات والأفلام وحصل على العديد من الجوائز كمخرج.. أجرت "أهل مصر" لقاءًا مع مينا النجار مدير ومؤسس ملتقى ميدفست- مصر كي يتحدث عن هذا الملتقى بشكل أوسع، وإليكم نص الحوار في السطور التالية..
كيف جاءتك فكرة مهرجان ملتقى ميدفيست السينمائي؟
مهرجان ميدفسيت السينمائي يقام بشكل أساسي في كلية الطب الملكية في لندن، ويحدث للأطباء فقط وذلك من خلال 4 أفلام على مدار السنة، فيعد ميدفيست UK هو عروض سينمائية أكثر من إنه مهرجان حقيقي، وعندما قابلت خالد علي طبيب أمراض مسنين وسوداني الأصل ويعيش في انجلترا وتحدثنا سويًا، وجدنا أنه يجمع بيننا الشغف بين الطب والسينما ووقتها قررنا أن ننقل هذا الأمر إلى مصر بأفلام أكثر جودة وحاصلة على جوائز عالمية وفي نفس الوقت تكون هذه الأفلام مناسبة لثقافتنا وتطرح اسئلة حقيقية لثقافتنا، وذلك لأن ملتقى ميدفست ليس مجرد عروض أفلام بينما هو عروض أفلام وجلسات نقاشية ويعطي المساحة كي تتحدث مع أطباء وفنانين بعد العروض هي الفكرة الأساسية لملتقى ميدفست وأن نستطيع أن نصل لجمهور مختلف مثل الأطباء ومقدمي الخدمة الصحية، ولهذا نحن تحركنا لمحافظات أكثر وقدمنا عروض أكثر دولية ومحلية.
وهل ترى أن هناك علاقة بين دراسة الطب والفن؟
بالطبع، لأن الطب يشكل حقائق ويتعامل مع النفس الإنسانية، وممارسة الطب والتعامل مع النفس الإنسانية في حد ذاته فن ورسم الشخصيات في الدراما هو فن، وعندما ننظر لهذا الأمر من الناحتين ستكتشف أن ليس هناك طب إلا بوجود إنسان فهو الدافع الحقيقي الذي يحرك الفن، والفن يستخدم الطب في داخل الدراما بأشكال مختلفة وفي نفس الوقت يرسم الشخصيات بأشكال مختلفة.
متى بدأ الملتقى؟
بدأنا في عام 2017، وعرضنا في القاهرة والإسكندرية وكان المهرجان على مدة ثلاث أيام وفي 2018 عرضنا في القاهرة والإسكندرية والمنيا وقدمنا أول عرض دولي في تونس في مدينة الحمامات ، وفي عامنا الجاري أقيم المهرجان في القاهرة لمدة 9 أيام، ثم في الإسكندرية وأسيوط وسوهاج والأقصر، وقدمنا عرضين دوليين في لندن ونيويورك، كما كان لنا مشاركة في مهرجان الجونة السينمائي بدورته الثالثة، مع ملتقى التعليم للأفلام من خلال فيلم Education Forum مع هالة جلال ومروة عبد الله، والهدف من هذه المشاركات هو أننا نجعل ميدفست يتفاعل مع الطلاب الذين يدرسون السينما والأفلام، ونحن نسعى بأن ننشر ثقافة أن الفن ليس بعيد عن الطب والصحة في المحافظات.
ما هي أبرز مشاركات المتلقى في المحافظات؟
حاولنا أن ننقل للمحافظات تجربة السينما وذلك من خلال شاشة عرض كبيرة وذلك كي لا بكون العرض فقط في القاهرة، كما أننا لم نعتمد على الأفلام الدولية للملتقى ولكن في نفس الوقت حرصنا على وجود صناع أفلام مثل هاني خليفة وكاملة أبو ذكري وإنجي وجدان وهالة جلال بجانب عدد من الأطباء، وهذا كان هدفنا خلق لغة حوار بين ثقافات مختلفة.
وعلى أي أساس يتم اختيار الأفلام المختارة في ميدفست؟
نحن ملتقى سينمائي وأهل شيء بالنسبة لنا هو جودة الفيلم في المقام الأول وفي المقام الثاني مناسبته للمناسبة وقتها ويكون الفيلم يطرح سؤال ووجهة نظر بشكل معين، ونحن نبحث في كل إنتاجات الأفلام بالسنوات الماضية.
ما هي المشكلات التي تواجه الملتقى؟
نحتاج إلى التوسع الجغرافي وخاصًة في المحافظات لا تتوافر أماكن مجهزة للعروض ولهذا نبذل مجهود كبير كي نستطيع نقل فكرة الملتقى، وهناك مشكلة مادية حيث أنه لا يوجد دعم كي يستطيع المهرجان أن يتسكمل مسيرته فنحن نعمل على دعم مؤقت مع كل نسخة، ولا يوجد دعم مؤسسي يساعد للإستكمال خاصًة أن كل عروضنا مجانية.
وما الذي تسعى له خلال السنوات المقبلة بالملتقى؟
اسعى كي نتوسع على محافظات مصر بشكل عام، وفي نفس الوقت أن يكون لدينا عروض دولية وتناولات مختلفة لمواضيع مختلفة ويكون هناك مشاركات لفنانين بشكل أكبر ونوصل لجمهور مختلف.