ads
ads

فريدمان: أوردغان استغل الانقلاب ليصلح علاقته بروسيا ويفلت من قبضة أمريكا

نشر موقع "هوف بوست" مقالا لجورج فريدمان جا فيه أن الطيارين الذين أسقطوا الطائرة الروسية التى اخترقت المجال الجوى التركى تم اعتقالهم من قبل السلطات التركية، حيث أعلن مسؤول تركى أنهم من ضمن المتورطين فى الانقلاب الفاشل على تركيا، معلقا أن النتائج الأساسية المترتبة من محاولة الانقلاب أصحبت واضحة. 

من جانبه قرر الرئيس التركى رجب طيب أرودغان إعادة العلاقات التركية الروسية مقتنصا الفرصة لشرح موقفه للجانب الروسى بعدم تورطه فى إسقاط الطائرة الروسية، وإنما تقع المسؤولية على أعدائه السياسيين فى تركيا ممكن قادوا الانقلاب العسكري.

وأوضح فريدمان أن هناك الكثير من الملابسات لتلك الأحداث، أولها أنه تم اعتراض الطائرة الروسية بعد كثرة الغارات التى اخترقت المجال الجوى التركى بحسب مصادر كثيرة، منها مصادر التركية. وثانيا أن إسقاط الطائرة الروسية تم فى خلال وقت قصير جدًا ولا يكن هناك متسع للرجوع إلى القيادات الجوية التركية وأن اتخاذ قرار إسقاط الطائرة اتُّخِذَ مسبقا. 

ولكن الاستنتاج البديل هو أنه تم أسقاط الطائرة بدون إذن من السلطات، وقع من خلال الدفاع الأرضى وليس الطيارين، وهذا يعنى على الأرجح أن الأمر جاء مباشرة من عقيد الأركان المتحكم فى الدفاع الجو. 

وكان رد فعل القيادات التركية بمن فيهم أرودغان وبدون أى تردد بالإدانة للغارات الروسية وأنها ليست الأولى فى اختراق الأجواء التركية ولم يكن هناك أى تسرب رسمى أو غير رسمى يشير إلى أى شىء يدل على حدوث اختراق قد يتسبب فى تبادل إطلاق النار، ولم يتم إعفاء أى أحد من أداء واجبه العسكرى بالإضافة إلى غياب التحقق فى الواقعة. 

واستفاض فريدمان فى توضيح تداخل الأحداث قبل إسقاط الطائرة الروسية ومنهج السياسة التركية مع التحركات الروسية على الأراضى السورية ودعم الروسى لحكومة بشار الأسد وقتل التركمان على الأراضى السورية، ما سبب غضبًا تركيًّا بسبب التدخل الروسى فى سوريا وسبب أيضًا فى ضعف الموقف التركى فى حماية التركمان من الغارات الروسية ومن ثم طرحت تساؤلات كثيرة عن الموقف التركى هل سيصبح داعما لداعش ضد القوات الروسية، وأن التدخل الروسى شكل وضعًا سياسىيًّا صعبا ومثل ضغطًا كبيرًا بالأضافة إلى هذا الاختراقات الجوية لتركيا بدون أى رد فعل من الجانب التركي.

ثم استرجع فريدمان أحداث الطائرة مرة أخرى، أنها شكلت مشهدًا سياسيًّا متواتر وترقب بين البلدين، وكيف لأى قيادة عسكرية تقدم على اتخاذ قرار مثل هذا - بدون الرجوع إلى رئيس الدولة – يتسبب فى محاكمة عسكرية. ولكن لم يتم أى مصادرة من أرودغان تدل على أنه ليس هو من أصدر الأوامر فى إسقاط الطائرة، ومن ثم ألقى فريدمان الضوء على الفكرة التى يريد أن يوضحها وهى كيف يشير بالاتهام إلى الطيارين بعد مرور شهور على الحادث باستغلال أحداث الانقلاب هو من الصعب فهمه.

وأشار إلى أن أحداث الطائرة أجبرت الأناضول على تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مع العلم أن الدولة التركية لا تملك القوة الكافية أن توقف فى مواجهة الدب الروسى والولايات المتحدة، وعلى الرغم من هذا، فإن توطين العلاقات مع أمريكا لم يلاقى الترحيب الملائم من الجانب التركى وتم قبوله على مضض.

وعرض فريدمان أسباب الرفض التركى وهى أنهم غير راغبين فى تصدر المشهد فى سوريا بإجراءات عسكرية وخاصة المواجهة مع تنظيم داعش، فى حين أراد الأمريكان أن يؤدى الأتراك دورا أكثر جرأة ولكن العقيدة التركية ترى أنها ليست بالقدرة الكفاية للقيام بعملية احتلال فى الوقت الحالى. 

وأضاف أن السياسة الأمريكية تشكك كثيرا فى أن ما حدث بتركيا هو انقلاب، وبخاصة بعد ما اتهامها أوردغان فى التورط فى زعزعة النظام فى بلاده مطالبا بتسليم عبد الفتاح جولان وهذا ليس من السهل بمكانه أن تدفع الولايات المتحدة بجولان بدون أدله تثبت إدانته. 

وهكذا وجود الرئيس التركى فى تقديم العذر المناسب للروس وأنه لم يكن من أصدر قرار أسقاط الطائرة وأنه ضحية مؤامرة مثل الروس وسوف يقوم بمعاقبة الطيارين من أجل إصلاح العلاقات التركية الروسية، وبهذا يفلت من قبضة يد الولايات المتحدة الأمريكية إلى أحضن الروسى. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً