تحل اليوم الذكرى الـ 49 لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر، الذى بقيت محبته حية في قلوب الجماهير المصرية والعربية، رغم مرور كل هذه السنوات، وقد كان للراحل جمال عبد الناصر، دور كبير فى دعم حركات التحرر والاستقلال الإفریقیة وتقوية علاقات مصر بدول القارة، ليس فقط ولكنه عمل على توثيق علاقات مصر بالعالم.
أبو إفريقيا
كان عبدالناصر أول من تحدث عن حركة الأيادى العاملة السوداء، ودعم الحركة فى عدة دول منها جنوب أفريقيا ضد نظام الحكم العنصرى، وكان متهمًا بمساندة الحركات المناهضة لنظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا.
وفي مايو عام 1963 انعقد أول واكبر اجتماع يضم قادة القارة السمراء " مؤتمر أقطاب إفريقيا" وفى خطاب تاريخى أمام رؤساء 30 دولة، أكّد عبد الناصر أن مجرد انعقاد المؤتمر دليل على وجود إرادة إفريقية حرة واحدة،وقد استمر خطاب عبد الناصر 28 دقيقة وتمت مقاطعته بالتصفيق 11 مرة، وتم اختيار مصر و3 دول لوضع الصيغة النهائية لمشروع ميثاق منظمة الدول الإفريقية.
أما في عام 1964 ترأس عبد الناصر مؤتمر الاتحاد الأفريقي، والذي قال فيه إن الاستقلال لم يكن إلا بداية للتحدى الحقيقى لمطالب الحرية والحياة، كما طرح قضية إسرائيل فى أبعادها الحقيقية الكاملة.
اقرأ أيضًا.. في ذكرى وفاته.. خطاب نادر للزعيم جمال عبد الناصر (فيديو)
وضم جدول أعمال هذا الاجتماع 17 موضوعًا يبحثها الملوك والرؤساء، تضمنت: تصفية الاستعمار، التفرقة العنصرية، الوحدة إفريقية، وعدد من الإجراءات الإدارية ودراسة نشاط المنظمة خلال العام الماضي، القيادة الإفريقية المشتركة، مشاكل الحدود، والمقر الدائم لسكرتارية منظمة الوحدة الإفريقية واختيار سكرتير عام لها.
ويقول الروائى الكبير بهاء طاهر، إنه حين كان موظفا باليونسكو بالأمم المتحدة، قام ضمن أعماله بزيارة لدولة كينيا، وفى إحدى قراها رأى صورة لجمال عبدالناصر معلقة على جدار فى أحد الحوانيت الصغيرة، فسأل صاحب الدكان عمن يكون صاحب هذه الصورة، فقال مندهشًا إنه "أبو إفريقيا".
مصر وإيران في عهد عبد الناصر
بعد إعلان الجمهورية في 18 من يونيو عام 1953م، دخلت العلاقات المصرية الإيرانية مرحلة جديدة اتسمت بالتوتر أحينًا ووصلت إلي شبه القطيعة أحيانًا.
وعمل عبد الناصر حينها، على إقامة علاقات طيبة مع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن مع تأسيس حلف بغداد عام 1955م، مال عبد الناصر إلي التيار اليساري الذي كان يتزعمه في ذلك الوقت الاتحاد السوفيتي.
وقد ضم حلف بغداد كل من بريطانيا وتركيا والعراق وإيران وباكستان، وهو من التحالفات التي شهدتها حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وكان هذا الحلف يهدف إلي وقف المد الشيوعي في منطقة الشرق الأوسط، وقد أدي تأسيس حلف بغداد ودعم إيران له إلي توتر العلاقات بين القاهرة وطهران، ورفض عبد الناصر الانضمام إلي هذا الحلف وعارضه بشدة واعتبره محاولة من جانب بريطانيا لعودة نفوذها مرة أخرى إلي دول الشرق الأوسط، خاصة بعد استقلال مصر عنها وتقلص النفوذ البريطاني في المنطقة.
كان عبد الناصر يري أن حلف بغداد سيغير موازين القوى في المنطقة لصالح بريطانيا وأمريكا وشاه إيران وإسرائيل ضد الاتحاد السوفيتي ومصر والعرب، وفي مقابل ذلك قام عبد الناصر ـ بالتعاون مع "جوزيف تيتو" رئيس يوغسلافيا و"جواهر لال نهرو" رئيس وزراء الهند و"أحمد سوكارنو" رئيس إندونيسيا آنذاك، بتأسيس منظمة "عدم الانحياز" عام 1955م التي مازالت قائمة حتى الآن ومن أهم مبادئها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها.
على صعيد آخر عندما اشتد الصراع بين “محمد رضا شاه بهلوی” و”محمد مصدق” رئيس وزراء إيران، هرب الشاه إلي إيطاليا ووقع مرسوماً بعزل مصدق وتعيين "فضل الله زاهدي" بدلاً منه، كان عبد الناصر شديد الإعجاب بمصدق نظراً لتوافق الرؤى بين الزعيمين حول عدد من القضايا السياسية في ذلك الوقت مثل فكرة القومية والاتحاد والنضال ضد الاستعمار والظلم، وهو ما جعل عبد الناصر يطلق اسم "مصدق" على أحد الشوارع الواقعة في قلب القاهرة كنوع من التكريم له ومازال هذا الشارع قائماً حتى الآن.
السياسات الخارجية في عهد عبد الناصر مع الدول العربية
من أبرز السياسات الخارجية في البيئة الإقليمية والدولية في عهد عبد الناصر كانت الدعم العسكري المصري لليمن بعد الانقسام بعام والذي من خلاله قام عبد الناصر بدعم الثورة اليمنية ،أيضا كان له دورا بارزا في انتصار الثورة الجزائرية وفى حماية الجمهورية اليمنية وقدمت مساعداتها المادية والمعنوية للشعوب المكافحة في المغرب وسوريا والسودان والعراق والأردن وعدن وقبرص والكونغو.
عبد الناصر وإسرائيل
كانت سياسة عبد الناصر تجاه إسرائيل في الرد على الاستفزازات بالتهديد بالقيام بالعمليات العسكرية لإيقاف عبد الناصر الذي يهدد مصالحها الإستراتيجية التي تسعي لتحقيقها في المنطقة بدعم أمريكي لذلك ومع تزايد الاستفزازات الإسرائيلية قبيل حرب 67 قام عبد الناصر بطلب سحب قوات الطوارئ الدولية وتحريك الجيش إلى سيناء وإغلاق مضائق تيران وشرم الشيخ .
مصر وروسيا في عهد عبد الناصر
أما السياسة المصرية السوفيتية ففي ضوء الاستراتيجيات السوفيتية المرتبطة بظروف دولية معقدة كان يقوم بإمداد السلاح المتطور والخبرات السوفيتية العسكرية وتم ذلك من خلال زيارة وفدين مصريين عسكري وسياسي بناءا على قرار سياسي من عبد الناصر لحاجة مصر لإمدادات جديدة من السلاح لحفظ التوازن الإقليمي في المنطقة.