لم يعلم "كم. ع" سوداني الجنسية أن حياته ستنتهي على يد شقيقه الأصغر" زودو. ع"، لأن الأخير منذ عدة أيام تمكن من تخريب تليفون أخيه، وعند رجوع الأكبر إلى المسكن وعلم أن ثمن تصليح الهاتف 250 جنيه، فحدثت مشادة كلامية بينهم تطورت إلى مشاجرة، استعان الأصغر بصديقه وتمكنا من تسديد عدة طعنات له، أنهت حياته على الفور، ولم يكتفوا بذلك وقاموا بإلقائه من بلكونة أحد الغرف من الطابق السادس، للهرب من جريمتهم، والإفلات من العدالة.
تشير عقارب الساعة إلى السادسة مساء يوم الاثنين الماضي، وشهد شارع البترول بمنطقة عزبة النخل، جريمة بشعة كان ضحيتها شاب سوداني في العقد الثاني من عمره، ووجود الكثير من الجيران حول الجثة، بعد سماعهم لصوت لسقوط شخص واصطدامه بجهاز تكيف وارتطامه بـ "توك توك" كان موجود أسفل العمارة.
"يسكنوا منذ 20 يوم، ولم يختلطوا بأي شخص"، كلمات أجمع عليها معظم الجيران ويقول في البداية "سيد سمير" لـ"أهل مصر"، جاءوا من السودان لكي يبحثوا عن عمل في المنطقة، ويسكنون في شقة بالدور السادس، وكانوا يجلسون مساء كل يوم على أحد المقاهي المجاورة".
ويضيف الجار "يوم الحادث سمعنا صوت مشادات كلامية تخرج من الشقة التي كانوا يسكنون بها، ودقائق معدودة وسمعنا صوت صرخات هزت أرجاء المنطقة، وتوجهنا نحو الصوت ووجدنا جثة إحداهما ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء".
بينما قال "أحمد" شاهد عيان على الحادث" كنت أشتري أشياء من الماركت المجاور للعمارة، ولاحظت شيء ماء يسقط فوق "توك توك" بعد اصطدامه بالتكيف، توجهت مسرعاً مع الجيران نحوه فوجدناه جثة شخص سوداني".
ويكمل حديثه"، "وجدنا شخصين سودانيين، يصرخان على فراقه، وقمنا بإبلاغ الشرطة، وحضرت ومعها سيارة الإسعاف، وشك رجال المباحث أنها جريمة قتل مدبرة، لوجود آثار سحجات وكدمات متعددة في الظهر والبطن إضافة إلى جرح ذبحي في الرقبة".
اعترفا المتهمان بارتكاب الحادث بسبب قيام المجني عليه بتخريب هاتف شقيقه "ك م" بالخطأ فطالبه بثمن إصلاحه 250 جنيهًا فرفض لأنه لم يلتحق بعمل في الوقت الحالي.
وقال شقيق الضحية في التحقيقات إنه تعدى بالضرب المبرح على شقيقه الأصغر بمساعدة صديقه وعندما قاومهم طعنه بمقص في رقبته فلفظ أنفاسه الأخيرة، حتى اختمرت في ذهنه حيلة للتنصل من الجريمة، فألقى جثته من الخامس مستغلًا عدم وجود نوافذ للشرفة، فسقط على تكييف بالطابق الثالث ثم على توك توك توقف أمام العقار ومنه إلى الأرض.
وتمكنت مباحث المرج من القبض على المتهمين وإحالتهما للنيابة، التي صرحت بتشريح جثة الضحية، وإعداد تقرير الصفة التشريحية عن ملابسات الوفاة وظروفها وأمرت بحبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية.