على مدار أكثر من نصف قرن، ظلت «عمارة رشدي» بالإسكندرية، أسطورة تنقل الرعب والخوف داخل نفوس الجميع، مما جعل الأهالي يطلقون عليها «عمارة العفاريت»، نظرًا للقصص المرعبة التي قيلت وظلت تُقال عنها حتى وقت قريب، والتي جعلتها من أكثر الأماكن المرعبة في مصر، قبل أن يخرج رئيس شركة «هريتدج» المالكة للعقار المهندس عمرو حبيب، ليكشف حقيقة ما يحدث، مؤكدًا أن أول مالك مصري للعقار، عادل الصافولي، حكى له أن صاحب العقار الأصلي وهو مقاول اشترى الأرض عام 1961، واستخرج رخصة بناء 11 طابقًا، لكنه بنى 6 أدوار فقط، ولم يستكمل البناء برغم حجز المواطنين للوحدات السكنية.
وأضاف حبيب، أن المالك تراجع عن كلامه، رغبة في تحويل العمارة لفندق، وحاول إخراج السكان الذين رفضوا وتمسكوا بحقهم في البقاء؛ فاختلق قصة العفاريت، لإجبارهم على ترك شققهم، وفشل في بناء الفندق وتراكمت عليه الديون، وأكد المالك الجديد للعمارة أنه قرر استكمال بناء العقار بـ 11 طابقًا، كل دور شقتين، وأنه بالفعل حجز 6 عملاء وحدات سكنية، معتبرًا أن ذلك كفيل بإنهاء أسطورة العفاريت وخرافاتها.
اقرأ أيضا: اليوم.. مخرج "عمارة رشدى" يكشف عن تفاصيل فيلم الأشباح
أنشئت «عمارة رشدي»، في عام 1961، على طريق الحرية بمنطقة رشدي في الإسكندرية، وهي مكونة من 4 طوابق وتحمل ترخيص رقم 412، ويقال إن مليونير يوناني كان معروفًا بين أهالي الاسكندرية بـ«الخواجة اليوناني» هو الذي قام بتشييدها، واستغرق في بنائها 5 سنوات، ولم يلبث أن مات هو وأبناؤه غرقًا في رحلة صيد، وذلك بعد فترة قليلة من سكنهم العمارة بعد انتهاء بنائها، ولم يتبق منهم أحد سوى الزوجة والتي لم تتحمل التواجد في ذلك المكان المشؤوم ما دفعها لبيع العمارة لأحد التجار، والعودة إلى موطن رأسها باليونان.
عقب ذلك بدأت قصص مأساوية وحكايات مرعبة، تُسرد خاصة بعد أن قام مالكها الجديد بتأجير طوابقها الأربعة، لـ 4 أشخاص لقوا جميعهم مصرعهم بعد فترة قليلة من استئجارهم الشقق، فقد مات مستأجر الطابق الأول في حريق هائل في شقته بعد فترة قليلة من سكنه فيها، أما الطابق الثاني فكان قد استأجره طبيب وقد مات أيضًا في حادث سيارة بعد أيام قلائل علي افتتاح عيادته، أما الطابق الثالث فقد استأجرته سيدة تعيش بمفردها حيث يعمل أبناؤها بالخارج، وبعد أيامٍ قليلة عثروا عليها مقتولة ولم يتم التعرف علي القاتل أبدًا، وهناك أيضًا شركة تجارية استأجرت الطابق الرابع لكنها سرعان ما أفلست ومات صاحبها منتحرًا بإلقاء نفسه من الطابق الرابع من العمارة لسبب مجهول.
أيضًا من القصص المأساوية والمرعبة الشهيرة عن العمارة، قصة العريس وعروسه، فيُقال أنهما شاهدا بقعا من الدماء تسيل من الجدران ثم راحت الحنفيات تسكب ماءً أحمر كالدم، وظهر لهما قط أسود كبير وحينما حاولا الفرار من القط، وجدوا امرأة مقطوعة الرأس تنتظرهم في الصالة، وكان رأسها المقطوع مرميًا علي الأرض وهو يضحك بصوت مفزع، فركضا العروسان المرعوبين نحو باب الشقة فوجدا بأن الباب قد اختفى، وكان هناك رجل أسود مخيف المنظر ذو أنياب طويلة وحادة ينتظرهم، ففتح فمه ليبتلعهم ولم يشعروا بعد ذلك بشئ، ووجدهما الناس في صباح اليوم التالي مغشىٌ عليهما في الشارع وهما شبه عاريين، كما يُقال بأن كل من سكن العمارة بعد ذلك كان يجد أثاثه محطمًا وملقيًا بالشارع في الصباح، وبأن العفاريت كانت تهز المبنى لترعب ساكنيه، والدم يتدفق من الحنفيات، والأبواب والشبابيك تفتح وتغلق من تلقاء نفسها.
كانت هذه بعض أبرز الروايات والقصص المتداولة عن العمارة، الأمر الذي دفع عددًا من الشباب لكسر حاجز الخوف بدخول العمارة في عام 2012، حيث سعي بعض شباب المحافظة إلى اقتحام العمارة ليُثبتوا أنها مجرد مبنى عادي وليس بها شيء مخيف، ولهذا ظهرت مبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لحشد الشباب والصعود لعمارة رشدي، ووثق الشباب لحظات اقتحامهم للعمارة من خلال التقاط فيديوهات وصور يظهرون فيها وهم يلوحون بأيديهم من شرفات العمارة بعد أن دخلوا إليها عبر مرآب سيارات مجاور لها، وقد أكد بعض هؤلاء الشباب المقتحمين أنهم لم يروا شيئًا غريبًا أو خارقًا للعادة في الداخل، حيث إن الجدران مازالت مكسوة بالجبس مما يدل علي أن أحدًا لم يسكن في هذه العمارة بالسابق، وأن كل القصص التي قيلت عن العمارة لا أساس لها من الصحة.