«روحى يابنتى للشيخ يمكن معمولك عمل»، كلمات يقولها الكثير من أهالى محافظة الدقهلية الذين يعتقدون في الأعمال والدجل والشعوذة ويقتنعون بها تماماً، ووصل بهم الأمر إلى أنهم إذا أصابهم أذى لجئوا مباشرة إلى الدجالين والمشعوذين.وتُعد سيدات الدقهلية، هُن الأكثر تصديقاً لتلك الخرافات، ويرسخونها مع بعضهم البعض، دون التفكير في صحة هذه المعلومات، أو النظر للحلال والحرام، فكل ما يدور في أذهانهم، أنهم تعرضوا للأذى عن طريق السحر، ويستغل الكثير من الملقبون بالشيوخ هؤلاء النسوة، ويجنون أموال باهظة منهم، قائلين: «لازم تدفعى 5 آلاف جنيه عشان الجن اللي عليكي عاوز كدا، أنا مبخدش حاجة فى جيبى كله للجن»، ولابد من شراء الكثير من البخور، وذبح الكثير من الدجاج، فضلا عن توزيع المشروبات الغازية على المارة لمدة أيام.
وقناعات النساء فى قرى محافظة الدقهلية، المرتبطة بوجود الجان والسحر متوارثة عبر الأجيال، فيذهبن للدجالين وخاصة فى منطقة «محل الدمنة»، وهي المدينة المعروفة بوجود المشعوذين والسحرة بداخلها، وبها العشرات من الملقبون بالشيوخ، ويكون الحضور دائمًا بالحجز المُسبق.و عندنا تدخل لواحد من هؤلاء المشعوذين أو السحرة، تشعر بصدى صوت الدجال يعُم المكان، ويتحدث وهو ينظر لمن حولة قائلاً: «عليكى جن عاشق عاوزين نذبح دبايح ونعمل زار، عشان الجن يخرج»، ويهلل من حوله بأن الكلام صحيح، ولا يكون بوسع السيدة الجالسة إلا أن تنفذ ما يٌطلب منها، فضلا عن دفع أموال كثيرة.وتقول أمانى أحمد، إحدى سيدات مدينة دكرنس: «نلجأ لهؤلاء الشيوخ من أجل حل مشكلاتنا، بعد أن ذهبنا للعديد من الأطباء النفسيين وجميع التخصصات، ولكن دون جدوى، فكل المحاولات باءت بالفشل، والعجيب أننا نذهب إلى هؤلاء فنجد الأمور تغيرت إلى الأفضل، لأنهم على صلة بالجان، وقد ورثنا هذا عن أمهاتنا».وتشير حنان خالد، إحدى سيدات مدينة محل الدمنة، إلى أن «بلدتنا مشهورة بالأعمال والسحر والشعوذة، ويأتي إليها الناس من كل مكان لفك السحر والأعمال، والشيوخ هنا لديهم صلة كبيرة بالجان، وتكون وصفاتهم أحياناً صحيحة، وننفذ كل ما يطلبونه دون تفكير من أجل الشفاء».
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
