بدأ طريقه برسم صورة الزعيم "جمال عبدالناصر" على جدار المدرسة وعمره 7 أعوام، فانبهر به الجميع، وأصبح مشهوراً بأعماله الفنية قبل أن يعي شيئاً عن أسس الرسم، قضى طفولته بتقليد الرسام الشهير "دافنشي" وكانت أمنيته أن يصبح فناناً تشكيلياً عالمياً، وأحب الرسومات لقلبه هي لوحة زيتية رسمها لعادات نساء الصعيد في رمضان في صناعة كعك العيد في الفرن البلدي.
هو عبدالقادر خير، صاحب الـ42 عاماً، مقيم بمركز قفط، جنوب محافظة قنا، حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة جامعة القاهرة، وكلية الخدمة الاجتماعية بأسوان، ويعمل فناناً تشكلياً، بدأ يلاحظ ارتباطه بالرسم وهو في عمر 4 أعوام، حيث كان يرسم دائما على الطين، ويقوم بعمل أشكال فنية من الأحجار، ولكن لم يكن في حسبانه معنى للرسم أو النحت نظراً لصغر سنه.
بداية الحلم
قال خير لـ"أهل مصر" إنه عندما التحق بالمدرسة الابتدائية زادت موهبته وعشقه للرسم، وعندما رأى إدارة المدرسة تزين سورها قام تلقائياً بالمشاركة ورسم صورة الزعيم "جمال عبدالناصر" دون استعداد مسبق لها وفوجئ الجميع داخل المدرسة وخارجها بجمال وجودة الصورة، وكانت هذه أول أعماله التي لا يزال يتذكرها والتي يعتبرها بشرى خير في مشوار حياته الفني.
- هو ودا فينشي
وأضاف "خير" أنه عاش فترة دراسته وهو في صراع بينه وبين الرسام الإيطالي العالمي "ليوناردو دا فينشي" داخل ذهنه متمنياً أن يصبح مثله في الرسم والنحت، ومن شدة عشقه لدافينشي قام برسم لوحته الشهيرة "الموناليزا" وكان يتنافس مع معلمه لمادة التربية التربية الفنية في جودة رسمتها، فكان بداخله أمل أن يصبح مشهوراً بجودة أعماله، وأن يكون مثل الفنان دا فينشي يوماً ما.
شقيقته تدفعه لتحقيق حُلمه
ذكر "خير" أن من يرجع لها الفضل في تنمية موهبته في الرسم هي شقيقته الكبرى، فكانت دائماً تشجعه على الرسم باستمرار وتبدي رأيها بالإعجاب برسوماته، كما أنها كان تشتري له الألوان والألواح لمتابعة رسمه، بل إنها وهو في مرحلته الإعدادية شددت عليه ألا يهمل في دروسه حتى يلتحق بكلية الفنون الجميلة لزيادة موهبته بأسس صحيحة من قبل الجامعة، وذلك الذي شجعه لإهدائها أول جائزة يحصدها بعد اشتراكه في مسابقة للرسم شارك فيها بصورة الزعيم الراحل "السادات" وحصل فيها على المركز الأول فأهدى الجائزة إلى شقيقته الكبرى اعترافاً بفضلها عليه.
بعد الجامعة عمل عبدالقادر خير معلماً للتربية الفنية بإحدى المدارس الثانوية، ولكنه لم يستمر بها طويلاً فترك مهنته ليتفرغ لفنه، فبدأ بتنفيذ معارض في أكثر من محافظة لعرض لوحاته وأشكاله النحتية، فنفذ 11 معرضاً حتى الآن، عرض بها الكثير من اللوحات الفنية الزيتية، ولاقت إعجاباً أكثر مما كان يتوقع.
أبرز أعماله
نحت خير أشكالا عديدة لفنانين وأشكال صعيدية منها "تمثال لمحمد صلاح- وتمثال الحرية- والسيدة الصعيدية بالقلة- وتمثال لرجل تعلم في الكتاب وأصبح أديباً وهذا التمثال نحته عندما وجد طالب جامعي مصري لا يعرف يكتب الجمل صحيحة - وتمثال الممثل أحمد زكي الذي أخذه مخرج سينمائي وعرضه في مهرجان كاني السينمائي الدولي وحاليا ينفذ تمثالا آخر له" وأشكال كثيرة أخرى قام بنحتها معروضة بمعرضه الخاصه به في مدينة قفط.
الاستعداد لافتتاح معرض بثقافة قنا
يستعد "خير" هذه الأيام إلى تتفيذ معرضه الـ12 في قصر ثقافة قنا، في يوم 3 من أكتوبر المقبل، وذلك بحضور اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، وعدد كبير من مسئولي الثقافة بالمحافظة، وذلك لعرض جميع لوحاته منذ بداية فنه حتى الآن.
كما ذكر الفنان أيضاً أن التمثال النحتي يستغرق معه 15 يوماً لتنفيذه، كما أن الشكل الواحد يكلفه 3 آلاف جنيه فأكثر، لأنه يقوم بنحته بمادة الجرانيت وهي الأغلى ثمناً ولكن حتى جودتها يصنعها بأجود الخامات.
تجميل قنا أمنيتي
ختم الفنان حديثه بهذه الكلمات: "تجميل قنا أمنيتي المستقبلية" فهو يريد تجميل محافظته فقد يتبرع بتمثال الحرية لوضعه في ميدان العروسة بقنا، ويتبرع بتمثال محمد صلاح لإستاد قنا الرياضي، ولا يبخل عليها في أي أعمال أخرى لإعطائها مظهراً جمالياً.