قال محمد حسن يعمل تاجر أن فترة ما قبل حرب أكتوبر 1973 كانت من أصعب الفترات التي مرت على مصر والمصريين وبورسعيد خاصة حيث بداية من حرب 67 تم تهجير البورسعيدية وتوزيعهم على جميع محافظات الجمهورية، وتم تهجير جزء منا في 67 وجزء آخر في هجرة ثانية عام 69 أيام حرب الاستنزاف.
وأضاف "حسن" أنه تم تهجير جميع من في منطقة الجبهة ومنها مدن القناة وعلى رأسهم بورسعيد والتي تم تخريبها بالكامل ورأت من الأهوال ما يجعلها الأكثر صمودا بين محافظات مصر، ولم يكن يعيش بها وقتها سوى أعداد قليلة من الأهالي "المستبقين" والذين رفضوا التهجير وترك المدينة الباسلة بالإضافة إلى الفدائيين والباقي جميعا من الجيش والمحاربين ضد العدوان.
وأشار محمد حسن أن أيامها كان موجود ما يسمى بالمجهود الحربي ومن كان يستطيع المساهمة بأي شئ من مال وغيره لم يكن ليتأخر حتى عام 1970 وموت الرئيس جمال عبد الناصر وتولي الرئيس أنور السادات رئاسة مصر وقال سنحارب.
وأوضح أن البلد كانت تعيش في فقر ومرض قائلاً:" يا دوب كنا قادرين نعيش ناكل ونشرب" إلى أن قامت حرب أكتوبر في 1973 كانت البلد تحت خط الفقر وكنا صابرين على أمل التحرر من الاستعمار موضحاً أن التعامل بين الشعب كان تعامل إنساني بمعنى الكلمة واختفى التعامل المادي بيننا وبين بعضنا البعض فكان يكفل الغني الفقير واللي مش معاه كان عادي أيامها فكان هذا هو الطبيعي حينها".
وأكد أن فترة التهجير للبورسعيدية كانت صعبة جدا علينا فكنا نعمل في كل شئ حتي نستطيع توفير قوت يومنا كانت الحياة "ضنك" جيل كبير اتظلم من عام 67 لعام 73 اتبهدلنا بمعنى الكلمة وانتشرت الأمراض المستعصية أيضا فمثلا في عام 1971 كان هناك مرض الكوليرا الذي حصد الكثير من الأرواح ولم يكن هناك علاج له حينها ندعو الله أن يحفظ مصرنا الغالية وألا تعود تلك الفترة مرة أخرى.
أما الحاجة جملات محمد – ربة منزل- فحكت لنا قائلة:" كانت طفولتنا وحياتنا أيام ما قبل حرب أكتوبر 73 عادية عشناها بالطول والعرض رغم الفقر والحرب الذي طال كل الأسر المصرية حينها كنا بنلعب في الشارع ونخرج وقت العصاري لم نحرم من أي شيء".
وأضافت الحاجة جملات قائلة:" كانت الأيام كلها بركة وخير وغير تلك الفترة فالحياة رغم بساطتها كانت أرخص في المعيشة ولم نكن نعيش مثل تلك الأيام من غلاء في الحالة الاقتصادية وسماع الحوادث البشعة وتخوين بعضنا البعض فكان الجميع على قلب رجل واحد في حب مصر وفداء الوطن بالأرواح والدماء".
وقالت، تم تهجيرنا إلى بلاد الأرياف مرتين أولها كانت عام 67 ومكثنا في الشرقية عامين ثم عام 69 في محافظة الغربية بقرية ميت بدر حلاوة ومكثنا بها حوالي 3 سنوات، ولكن ذقنا ألوان التعب والشقاء أيام التهجير وأذكر أنه نشب حريق كبير جدا بالقرية حينها قضى على كل ما نملك سواء المهجرين أو أهل البلد ووقتها نمنا في العراء في أحد الحقول وبعدها تم إيداعنا في مخيم بساحة مستشفى كبير المساحة بتلك البلد وبعدها فتح لنا أهل القرية من المقتدرين بيوتهم .
وأضافت الحاجة جملات، عشنا في تلك القرية وأقام والدي رحمه الله مطعما ليستطيع توفير حياة كريمة لنا، وكنا نخبز العيش ونعمل مثلما يعمل أهل القرية، مشيرة إلى أن الجميل في تلك الفترة أن النساء كانت لهن دور كبير في الحياة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية وحتى الحرب فكانت تقف المرأة بجوار زوجها وقفة رجال وتتحمل الكثير من أجل العيش والكفاح معا باختلاف ما نسمعه الآن وما تصل إليه حياة الأسر وارتفاع نسبة الطلاق مع اختلاف الظروف والحياة".
واردفت قائلة كانت الحياة جميلة بعد عودتنا من التهجير رغم الفقر فكان ب 5 قروش تسطيع عائلة كاملة الاكل والشرب والمعيشة اما الان للاسف كل شئ غالي والحياة اصعب بكثير .