رغم تكدس أسواق المواشي وانخفاض أسعارها مقارنة بالشهور الماضية، إلا أن أسعار اللحوم لا زالت ترتفع حتى تخطت الـ 100 جنية، في قرى ومراكز محافظة سوهاج، وأصبحت للأغنياء دون الفقراء.
وقد شهد هذا الموسم إنخفاض ملحوظ في أسعار المواشي بكافة أشكالها، حتى هبط إلى النصف، واصبحت الماشية التي كانت تباع بـ 20 ألف جنيه، تباع الآن بـ 10 آلاف جنية، حتى مع استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف.لذا طالب أهالي سوهاج بعمل حملة لمقاطعة شراء اللحوم حتى يستجيب الجزارين ويخفضون الأسعار بما يتناسب مع أسعار سوق المواشي.يقول محمد عبدالباسط، مزارع، يقوم بتربية بعض الحيوانات فى منزله: أن هذا الموسم خسر كثيرا بعد قيامه بتربية المواشي وتنميتها، معللا ذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، مما جعله يبيعها كلها ولم يبقي إلا على رأس ماشية واحدة فى منزله، ورغم ذلك فإن أسعار اللحوم لازالت ترتفع، ولا نستطيع شراءها بسبب جشع الجزارين.
واضاف: "أن الأسعار انخفضت لأكثر من النصف فى المواشي سواء الكبيرة أو الصغيرة، ووصل سعر كيلو اللحم في قريته لـ 130 جنيها، خلال هذه الأيام، لذا لا نتمكن من شرائها و نستعيض عن ذلك في كثير من الأحيان ببعض الطيور المنزلية. ويؤكد محمود أحمد، تاجر مواشي، بأن الأسواق تشهد ركودا كبيرا في عملية البيع والشراء، وأن من يحصل على مكسب مادي كبير هو الجزار فقط، حيث يقوم بشراء الحيوانات بأسعار منخفضة جدا بسبب كثرة العرض وقلة الطلب، ويقوم ببيعها لحوما دون عمل تخفيض في الأسعار، مما يتيح له تحقيق مكاسب خيالية".ويضيف علي سالم، موظف بالأوقاف، أنه نادرا ما يشتري اللحوم لأبنائه بسبب ارتفاع الأسعار، رغم وجود المواشي بالأسواق بكثافة شديدة ورخص أسعارها، متسائلا: لماذا أسعار اللحوم مرتفعة والمواشي رخيصة؟.
أما أحمد الليبي، عامل، يؤكد أن آهالي قريته بدأوا يتجهون إلى استبدال اللحوم بالدواجن، نظرا لارتفاع أسعارها، ويقومون بعمل مقاطعة لها حتى يتراجع الجزارين عن رفع سعر اللحوم وتصبح رخيصة.وأضاف الليبي انه يؤيد ويساند مبادرة "بلاها لحمة" حتى يرجع الجزارين عن البيع بأسعار مرتفعة.ويعلق علاء محمد،موظف، على مبادرة "بلاها لحمة" قائلا: "يا ريت الأغنياء و اللي معاهم فلوس و وقادرين يشتروا، ييجوا على نفسهم و يشاركوا الناس الغلابة فى المقاطعة شوية، محدش هيموت لو ما أكلش لحمة.فيما يؤكد أحد الشباب المشاركين بالحملة، أنه قام بتوزيع منشورات مقاطعة شراء اللحوم، وكان البسطاء يقولون له نحن مقاطعين بدون أوراق لأننا لا نمتلك شراء كيلو واحد.واضاف ان كل ما لا يملك عمل أو مهنة يقوم الآن بالإتجار في اللحوم وفتح محل جزارة بسبب المكاسب الكبيرة التي يتحصل عليها الجزار من تلك الصنعة.وقد ظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي لافتات ومبادرات تناشد بعد شراء اللحمة مكتوب عليها بلاها لحمة، من أجل تخفيض أسعارها بالتوازي مع أسعار المواشي التي يتم ذبحها.وطالب الكثير من المواطنين الجهات الحكومية المختصة التدخل لضبط سعر أسواق اللحوم من اجل مصلحة المواطن البسيط.