يحرص قطاع من الشباب القبطي على دق الصلبان في المناسبات المختلفة ويتفنن كل منهم في انتقاء الأشكال المميزة والجديدة، حيث أصبح دق الصليب علي الأيدي عادة متوارثة عبر الأجيال وترجع تاريخيا إلي عهد الأقباط الأوائل نظرا لعدم وجود بطاقات تحقيق شخصية في هذا التوقيت فكان الأقباط يدقون صلبان على الأيدي لتسهيل عملية الدفن بمقابرهم حال الوفاة .
وترجع بعض الأبحاث التي أجريت على قصة دق الصلبان والوشم إلى عهد القدماء المصريين، حيث عثر على مومياء ترجع للأسرة الحادية عشر وكانت من عائلة الملك أمنحوتب الثاني ووجدت علامات وشم على جسدها بالأصالة إلى مومياوتين أخرتين من نفس العصر .
اعتمد البعض في دق الوشم القبطي على آية من الكتاب المقدس وهي "وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب، ملك الملوك ورب الأرباب" لذلك فإن دق الوشم والصلبان ليس إجباريا بل اختياريا وهو في الأصل عادة متوارثة منذ القدم.
وللوشم القبطي أشكال وصور متنوعة، منها صور القديسين والشهداء مثل ماري جرجس ومارمينا والسيدة العذراء مريم وأبو سيفين وصور متنوعة للسيد المسيح ومنها ذو اللون الأوحد الأصلي وعادة ما يكون مائل للخضار ومنها ألوان متنوعة كل حسب طلبه .
يتم استخدام أجهزة دق يتم فيها تركيب أبرز وألوان الحبر ومن ثم يتم عمل الرسمة على الذراع أو معصم اليد عادة كما يوجد أشكال متنوعة من صور القديسين يتم رسمها ودقها حسب الطلب .
اقرأ أيضاً...الأنبا أرسانيوس يشارك في إحتفالات العيد القومي للوادي الجديد (صور)
يقبل الراغبين على الموالد لدق الوشم على أجسادهم مثل مولد ماري جرجس والقديسة دميانة ومارمينا وموالد وأعياد السيدة العذراء وفي الموالد ينتشر دقاقين الوشم ويكونوا مستعدين بأجهزتهم وألوانهم ومعداتهم الفنية لتشكيل الأيقونات والصلبان بحسب رغبة الوافدين .
تحولت عملية دق الصلبان بين بعض الشباب إلى نوع من الموضة وباتوا يتفننون في اختيار الأشكال والسمات التشكيلية .
ولعل عملية دق الصليب والرسومات تكون شاقة بعض الشيء ومؤلمة أحيانا نظرا للأدوات المستخدمة من أبرز تخترق الطبقة الأولى من الجلد لكي تطبع الوسم المطلوب وجرت العادة على أن يتم وضع ورق ملوخية خضراء على الوسم بعد دقة وهو فلكلور قبطي قديم بغرض تثبيت اللون على الجلد .
وأوضح مصدر كنسي في تصريح لـ"أهل مصر" أن دق الوشم والصلبان لا يقتصر فقط على الشباب بل هناك قساوسة وأساقفة يقبلون عليه فقد تحول إلى عادة تتم في المناسبات والأعياد والمواليد المسيحية ولها أماكن متخصصة فيها مثل الكاتدرائية المرقسية وكنيسة العذراء مسطرد التي أقامت فيها العائلة المقدسة والسيدة العذراء مريم ودير ماري جرجس بميت دمسيس وكنائس مصر القديمة.