الجارديان البريطانية: هل يخضع ترامب لمحاولات الديمقراطيين ويتم عزله

مع تسارع وتيرة الأحداث العالمية، تطل علينا قضية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يخضع للمساءلة والتحقيقات، على خلفية مكالمته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث يرجح الخبراء في الشأن الأمريكي بأن هناك طريقتين لا ثالث لهما للنظر إلى استجابة دونالد ترامب لمحاولة الديمقراطيين عزله.

الأولى: أن ترامب قد خسر مؤامرة أخيرًا، والثانية: فأنه كفل لنفسه فوزًا مذهلاً في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

ويقول الكاتب سايمون تيسدال، في مقاله له مع صحيفة "الجارديان" البريطانية: "أيًا كانت وجهة النظر الصحيحة، فإن كلاهما يشير إلى وجود بحر صاعد من المشاكل للولايات المتحدة والعالم، فالاقتراحات التي تفيد بأن ترامب ليس لديه فكرة عما يفعله قد عززت من خلال سلوكه غير المتماسك، فقد كان صراخه بخصوص الخونة والجواسيس في حدث بالبيت الأبيض الإسبوع الماضي غريبًا تمامًا، حيث أحيا المزاعم بأنه غير لائق للمنصب".

كالعادة، حوّل ترامب الدفاع إلى جريمة، بكل معنى الكلمة، لكن تكتيكاته المتصاعدة جعلت واشنطن مترنحة، وبدلاً من الاعتذار، اعترف بكل أريحية بمطالبة الرئيس الأوكراني بالمساعدة في تقويض جو بايدن، المنافس الديمقراطي البارز في الانتخابات.

كما لم ينكر سعيه للحصول على خدمات سياسية شخصية من قادة أستراليا وإيطاليا وبريطانيا. وتعهد أن يطلب الطلب ذاته من الصين.

اقرأ أيضًا.. ترامب يقول إنه لن يربط مسألة "بايدن" باتفاق للتجارة مع الصين

وقالت إلين وينتراوب، رئيس لجنة الانتخابات الفيدرالية: "من غير القانوني لأي شخص أن يطلب أو يقبل أو يتلقى أي شيء ذي قيمة من مواطن أجنبي فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، لم أكن لأظن أنني بحاجة إلى قول هذا".

وذكرت الصحيفة أن تحدي ترامب يمثل مشكلة في العديد من الطرق الأخرى، فجعل العلاقات الدولية لأمريكا تعتمد على المكافآت الخاصة - مثل حالة أوكرانيا التي تم منحها 391 مليون دولار كمساعدات عسكرية واجتماع رفيع المستوى في البيت الأبيض- هو طريق إلى الخراب، والذي قال عنه الكاتب"إنه بمثابة الابتزاز، ويدعو القادة الأجانب إلى التصرف بشكل فاسد أيضًا.

على غرار المافيا.. خصوم أمريكا ليسوا محصنين من ترامب

يقول سايمون تيسدال: أنه على غرار المافيا، فإن خصوم أمريكا ليسوا محصنين ضد التواء الذراع من ترامب، ومن خلال السعي الخفي إلى تحقيق مزايا سياسية، قدم ترامب إلى حلفاء الولايات المتحدة خيارًا "شريرًا": إما فعل ما طلب، أو المخاطرة بعواقب سلبية في مجالات السياسة الرئيسية؛ ففي حالة بريطانيا، قد يؤدي عدم الامتثال له إلى مشاكل في صفقة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد دليل على حدوث هذا.

لكن لم يتم نفي التقارير التي صدرت الأسبوع الماضي عن قيام ترامب شخصيًا بطلب مساعدة بوريس جونسون لتشويه سمعة تحقيق مولر في علاقاته مع روسيا.

ويواصل سايمون: كما اقترح ترامب علنًا أن التقدم في المحادثات التجارية مع الصين الأسبوع المقبل يمكن أن يعتمد على موافقة بكين على التحقيق فيما يزعم أنه، كان هناك أفعالا فاسدة قام بها بايدن وابنه هانتر، إذا كانت ستوافق، فما الذي قد تطلبه الصين في المقابل؟ ربما صمت الولايات المتحدة على انتهاكات حقوق الإنسان في هونج كونج؟

اقرأ أيضًا.. وضع قانوني لم تشهده أمريكا من قبل.. هل يستطيع "ترامب" الترشح للرئاسة مجددًا إذا تم عزله؟

وقال أيضًا: بدأت خطوة الإقالة بعد تسريب تفاصيل مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأوكراني، وقد ظهرت منذ ذلك الحين سجلات ومذكرات ومحادثاته الهاتفية مع فلاديمير بوتين الروسي، من بين أشياء أخرى، محفوظة في أرشيف سري للبيت الأبيض، فما هي الصفقات الخاصة التي قد يكون قطعها معه؟ إنها مسألة وقت فقط قبل قيام الكونجرس باستدعاء هذه السجلات أيضًا.

ماذا يحدث في حال تبرئة ترامب؟

واختتم سايمون تيسدال المقال قائلًا: إذا انتهت المساءلة بتبرئة ترامب - وبالنظر إلى الجادين، وأغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ وإلى السوابق التاريخية، فمن المحتمل أن يتم استخدام "فوزه" وهزيمة الديمقراطيين المزعومة كمنصة إطلاق قوية لولاية ثانية لترامب، بصرف النظر عمن يكون منافسه الرئيسي سواء بايدن أو إليزابيث وارين أو أي شخص آخر.

من ناحية أخرى، لا تسير الأمور في طريق ترامب، فكل الرهانات متوقفة لدى الناس الجادة بمن فيهم بعض الجمهوريين، الذين يشعرون بالقلق من أن ترامب هو "رئيس يوم القيامة"، المصمم على أنه إذا سقط، سيصطحب الجميع وكل شيء معه، وإذا تم الوصول إلى مثل هذه النقطة، فمن غير الواضح ما إذا كان يمكن الوثوق بترامب المهووس بالتصرف بشكل معقول وصحيح في قضايا مثل إيران وكوريا الشمالية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً