وسط حالة من الهدوء استقبلت غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أصحاب المدابغ لتقديم أوراقهم للانتقال لمنطقة الروبيكي، نظرًا لقرار وزارة الصناعة والتجارة بمد فترة التقديم أسبوعًا، تبدأ من اليوم الأحد وتنتهي 31 يوليو الجاري.
وتباينت أراء أصحاب المدابغ حول قرار نقلهم إلى منطقة الروبيكي، حيث يرى بعضهم أن القرار يحمل فائدة كبيرة لهم وبمثابة نهضة في مجال التصدير ودباغة الجلود، بينما يرى آخرون أن القرار ظالم ويحملهم أعباء عديدة هم في غنى عنها.
وأبدى أمير العوضي، أحد أصحاب المدابغ بسور العيون، موافقته على القرار، قائلًا أنه على الرغم من كونه مفاجأ لهم، إلا أن القرار لقي استحسان الكثيرين من أصحاب المدابغ، نظرًا لتوافر الخدامات بمنطقة الروبيكي وقدرتهم على نقل بضائعهم عن طريق الميناء، واصفا إياها بـ"المنطقة الحرة"، لافتًا إلى أن تقديم الأوراق لم يشهد أي تعقيدات، إلى جانب حسن المعاملة من مسؤولي غرفة دباغة الجلود.
وتابع شوقي السيد، صاحب الـ45 عامًا، وأحد أصحاب المدابغ، أن القرار أنصف الكثيرين من أصحاب المدابغ، حيث أن تخصيص منطقة بعينها للمدابغ، يقضي على مشاكل عديدة واجهتهم مسبقًا من سوء معاملة المستأجرين، واحتقار البضائع، لافتًا إلى أن سبب تأخره في تقديم الأوراق يرجع إلى عدم تصديقه القرار في بداية الأمر، مستكملا:" كنا بنسمع عن القرارات دي من الستينات إلا أنه لم ينفذ".
واختلف معهما في الرأي رضا صبري، صاحب الـ35 عاما، حيث يرى أن القرار ظالم للعمالة وصاحب المدبغة، لأنه يكلف العامل المتواجد في مصر القديمة تكاليف مواصلات إضافية حين ينتقل إلى الروبيكي، مما يحمله مزيدًا من الأعباء، إلى جانب أن نقل المدابغ سلاح ذو حدين، فمن المؤكد أن عمل المدبغة سيتأثر وسيقل الدخل، وبالتالي إثارة العديد من المشاكل، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على إقامة مدابغ جديدة، والتي تحتاج إلى تجهيزات وتكاليف كبيرة، قائلا:" المدابغ بقالها 100 سنة شغالة.. صعب ننقل من المكان".
وأضاف صالح محمد، أحد أصحاب المدابغ، أن التخوف من المستقبل المجهول على حد قوله، سبب رفضهم قرار الانتقال إلى الروبيكي، حيث أن نجاح عمل المدابغ بالروبيكي من عدمه كان ولا يزال الشاغل الأساسي لهم، لافتا إلى أن القرار يظلم الكثيرين من أصحاب المدابغ، مستنكرا:"مفيش في أيدينا حاجة غير الموافقة".
وقال محمد حربي رئيس غرفة الدباغة باتحاد الصناعات، إن موافقة الوزارة على مد فترة تقديم أرواق الانتقال إلى الروبيكي جاءت استجابة لمطالب الغرفة بعد تلقيها طلبات من المدابغ بهدف مد فترة التقديم، حتى تتكمن من تجهيز المستندات والأوراق المطلوبة واللازم تقديمها.
وأضاف حربي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه سيتم تلقي الطلبات اعتبارًا من اليوم الأحد وحتى 31 يوليو الجاري، مشيرًا إلى أن تلك المهلة ستكون الأخيرة حتى تسنح الفرصة لكل العاملين في المجال بمنطقة مجرى العيون لتقديم المستندات اللازمة لبدء عمليات النقل، متوقعًا عدم مدها مرة أخرى.
وقال محمد محمود المدير التنفيذي للغرفة، إن قرار نقل المدابغ إلى منطقة الروبيكي، بمثابة نهضة في عالم التصدير وصناعة ودباغة الجلود، لافتا إلى أن العديد من أصحاب المدابغ أبدوا رغباتهم في الانتقال، إلى جانب تفهمهم لرؤية الوزارة في القرار.
وأضاف محمود في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن منطقة الروبيكي ستحدث تطور كبير في مجال الدباغة، وتم إنشاء المدابغ بشكل رأسي مما يساعد على زيادة أعدادها وتقديم خدامات أفضل للمستأجرين، لافتا إلى أن الأسعار في متناول الجميع وأقل من المتوقع، حيث يبدأ سعر المتر من 2000 جنيه، والذى أقرته وزارة الصناعة والتجارة بشكل رسمي.
وتابع أحمد الباز موظف بمركز المعلومات بغرفة دباغة الجلود، أن عدد المتقدمين في الفترة الأولى بلغ 900 فرد من أصحاب المدابغ، من أصل 1246 تقريبا، مشيرا إلى أن عدد المتقدمين اليوم بلغوا 9 أفراد فقط، إلا أنه يتوقع زيادة العدد خلال باقي أيام الأسبوع.
وتابع الباز، أن الغرفة تواجه العديد من المشكلات منها، عدم قدرتهم على الوصول لأصحاب المدابغ لإخبارهم بقرارات الوزارة بمد فترة التقديم لمدة أسبوع، إلى جانب عدم اكتمال أوراق المتقدمين بشكل كافي، مما يؤجل تقديم الأوراق ويؤثر على خطة عمل الغرفة بشكل كبير.
وكانت قد أصدرت غرفة دباغة الجلود منشورا، يوم الأربعاء الماضي، لتعريف أصحاب المدابغ بموعد تقديم رغبات الانتقال، والأوراق المطلوبة.
ونص المنشور، الذى حصلت "أهل مصر" على صورة منه، على حرص الغرفة وجلس إدارتها على الحفاظ والعناية بحقوق السادة شاغلي المدابغ ووحدات الأنشطة من أصحاب المصانع والمستأجرين والنشاطات الأخرى بها خلف سور مجرى العيون، إلى جانب التأكيد على أن الأسبوع الحالي هو أخر مهله لتقديم الأوراق حتى لا يضيع على السادة أصحاب المدابغ والمستأجرين والأنشطة الأخرى الفرصة في التقديم.