دور الاتصالات في نصر أكتوبر.. سلاح الإشارة كلمة السر

حرب أكتوبر

كانت الحرب الإلكترونية إحدى مفاجأت حرب أكتوبر بالنسبة لإسرائيل؛ حيث اشتركت وحدات الحرب الإلكترونية، وعاونت أعمال قتال القوات البرية، والبحرية، والجوية، والدفاع الجوي، إضافة إلى بعض الأعمال على المستوى الإستراتيجي، وذلك من خلال عمل إعاقة لاسلكية على مواصلات القوات الإسرائيلية، أدت إلى إرباك العدو ومنع وصول أو تلقي الأوامر.

ولم يشفع للعدو استخدام كميات كبيرة من رقائق التداخل السلبي CHAFF، لتعمل ضد ترددات رادارات الدفاع الجوي المصرية، بجانب استخدام مشاعل الأشعة تحت الحمراء "الحرارية" لخداع الصواريخ سام 7.

حيث نجحت القيادة الجوية المصرية، في القضاء على عدوها الذي زود طائراته بجهاز تحذير راداري جديد Radar Warning Receiver RWR مركب في مستودع خاص، ويمتاز بقدرته على استقبال موجات كهرومغناطسية ذات تردد عالٍ للغاية، ليعد مصدراً للإنذار عن تتبع هذه الرادارات للطائرة.

فيما تتجلى مظاهر التفوق المعلوماتي على العدو الصهيوني، عندما قام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، بضرب قاعدة الاتصالات الإسرائىلية، وتدميرها قبل الحرب بـ ٦ دقائق، لنسف أي اتصالات عسكرية من القاعدة إلى غرف العمليات، حتى تفاجأ بها رئيس غرفة العمليات المصرية نفسه واندهش من قطع الاتصالات لدى العدو.

ولم يكن أحد يعلم بتلك المهمة الاستباقية سوى الرئيس الراحل أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل، غير أن مبارك بعد توجيه الضربات للعدو قام بالتمويه بالطائرة من الإسكندرية لأبو حماد، وعاد إلى غرفة عمليات القوات الجوية أمام نادي الزهور، وقام بإبلاغ غرفة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة بما حدث من خلال محادثة المشير أحمد إسماعيل بالمهمة التي أنجزها.

وكان كلمة السر في دعم موقف القوات المساحة في انتصار أكتوبر هو نجاح سلاح الإشارة في تكليف الفريق أسامة المندوه قائد إحدى كتائب الاستطلاع بالحرب بقيادة إحدى المجموعات خلال الحرب بأداء مهمة استطلاعية خلف خطوط العدو فى عمق سيناء، على المحور الأوسط بالتحديد والذي يضم أهداف حيوية للعدو مثل: مطار المليز، والطريق الأوسط، والطريق العرضي المعروف بـ"وصلة الجفجافة - بير تمادة"، الواصلة بين الطريق الأوسط ثم ممر الجدي وممر متلا في الجنوب، والتي يستخدمها العدو في أعمال المناورة بالقوات.

وتم تنفيذ المهمة من خلال الصعود إلى أعلى نقطة في امتدادات هذه المنطقة الجبلية، ثم اختيار نقطة مناسبة للمهمة، لتجمع المزايا المطلوبة في نقطة الملاحظة المثالية، من حيث إشرافها على هذا الموقع الحاكم واختبار صلاحيتها للإرسال والاستقبال.

ونجحت المجموعة في تحقيق الاتصال للقيادة من خلال أجهزة إرسال الإشارة، وقامت بنقل كافة البيانات المرصودة وأدق الملاحظات، ولكن بحذر تام مخافة أن تقع الأعطال بالجهاز الذي تستخدمه معها لكي لا تفشل المهمة بالكامل.

وتبين إصابة العطل الردارات وأجهزة التحكم الخاصة بالعدو نتيجة للضربة الجوية الاستبقاية التي قامت بها القوات المصرية، لذلك فقد العدو أقوى مزايا الحرب وهي الاتصالات السريعة التي كانت توفر له المعلومات بدقة وسرعة وملاحظة قوية.

واستمرت المجموعة المصرية في مهمتها حتى اكتشفتها قوات العدو أثناء أداء مهام الاستطلاع اليومية، وبين الحين والحين، لم تيأس دوريات العدو من البحث عن القوة المصرية ومكثت في أعمال التمشيط بحثًا عن أي قرائن مادية دالة على وجودها ، رغم أن لديها قرينة فنية وهي الاستطلاع اللاسلكي الذي يؤكد لهم أنه في هذه المنطقة مجموعة عمل ترسل برقياتها باللاسلكي كل مساء لكنها فشلت مع حذر وقدرة المجموعة على إخفاء تحركاتهم بإحكام.

جاءت التعليمات من القيادة بعد حوالي 6 أشهر، وجاءت المهمة باتخاذ ترتيبات عودة القوة المصرية من سيناء إلى القاهرة، حيث كانت الاتصالات الاسلكية مستمرة بين الطرفين عند عبور خط فصل القوات إلى أن وصلت المجموعة للسويس ومنها إلى القاهرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات