أسماء الشريف.. أول "صعيدية" تبهر الحاضرين بمسرح "The voice": والدي دعم موهبتي وخسرنا الكثير من الأهل بسبب كسر تقاليد المجتمع.. وهدفي "أوصل صوتي للعالم" (فيديو وصور)

من قلب قرية فى جوف صعيد مصر تحت سفح الجبل، بمركز ساقلتة شرق محافظة سوهاج تسمى «الجلاوية»، خرجت تبحث عن حلم راودها منذ الصغر.. إنها «أسماء الشريف»، صاحبة الـ24 عاما، نجمة ذا فويس «The voice»، وقفت كجبل شامخ وسط عاصفة فى الصحراء، ضد عادات وتقاليد الصعيد التي تكبل المرأة وتمنعها من مسايرة التطورات المحيطة بها، بالرغم من أنه يمكنها الاحتفاظ بأصالتها واحترامها ومراعاة العادات والتقاليد التي ترعرعت عليها، خاصة إذا تسلحت بدعم من والدها لتحقيق حلم حياتها.

قالت أسماء الشريف، إن الفن لا ينتهك الأعراف أو الأديان ويجب أن يتحدث به كل مجتمع منغلق على ذاته حتى يخرج ليرى النور من حوله، موضحة أنها أول فتاة من جوف الصعيد تظهر على مسرح برنامج «The voice» وتغني باللهجة الصعيدية، مؤكدة أنها تغني بكل لهجات العرب والتركي أيضا.

غنت أسماء في مرحلة الصوت أغنية «البارحة بالحلم» للفنان كاظم الساهر، وأغنية «سلم على لما قابلني»، لتنضم بعدها إلى فريق الفنان محمد حماقي وتتأهل إلى مرحلة المواجهة، كما أثنى عليها الفنان راغب علامة وأحلام وسميرة سعيد.

التقت جريدة وموقع أهل مصر بـ«أسماء الشريف» وكان هذا الحوار:

_ ما هي دراستك وهل لديك إخوة وماذا يعمل والداك؟

عمري 24 عاما ودرست فى مدرسة جزيرة الجلاوية المستعمرة الابتدائية، الحكومية بالقرية، ثم مدرسة الكرامة الاعدادية بالجلاوية، ثم مدرسة الثانوية التجارية بالجلاوية، وأنا حاصلة على دبلوم تجاري ثانوي، وأختى الكبيرة انتصار 29 عاما بكالوريوس تجارة، وعلاء، ليسانس حقوق، ومحمد 23 عاما بالفرقة الثالثة كلية الهندسة، وأحمد 10 سنوات بالمرحلة الابتدائية، ووالدي كان مدير الحسابات بمجلس مدينة ساقلتة، والآن بعد بلوغه سن المعاش، يعمل بالإتجار فى الموبيليات، ووالدتي ست بيت، وشريكة لوالدي بالعمل أيضا.

_ متى اكتشفت موهبتك فى الغناء؟

عشقت الغناء منذ الصغر وكنت فى المرحلة الابتدائية، وفي الاعدادية شاركت بالإذاعة المدرسية بالابتهالات والأناشيد الدينية، وأنا أعشق الشيخ النقشبندي، ولكن تقاليد المجتمع من حولي لم تسمح لي بالغناء أو تنمية تلك الموهبة حتى سن الـ 15 عاما، وحاولت إقناع أهلي أن الغناء مثل أي موهبة كالرياضة والقراءة والرسم والشعر، ولكني تعبت وخسرت الكثير من الأهل من أجل التمسك بموهبتي التي حلمت أن أنميها وأن يصل صوتي إلى اقصى بلاد العرب، بسبب أن غناء المرأة في صعيد مصر غير مألوف.

_ من أكثر من دعمك في مشوارك إلى مسابقة ذا فويس؟

والدي كان السند والظهر وقالي امشي وانا سور فى ضهرك ومن حواليكي متخافيش من أي شر، وحارب من أجلي الأهل والأقارب والمجتمع المحيط وأقنع والدتي بعد جدال طويل بأنى أملك موهبة يمكن تنميتها بطرق لا تخالف عاداتنا وتقاليدنا، وبالفعل بعد عناء اقتنعوا بموهبتي، ومنها بدأت مشواري واشتغلت على نشر فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي ولكن الجمهور كان قليل ومعنديش إمكانات مادية اتدرب واعمل أغنية تسمع من حواليا، عشان كدة كنت بدرب نفسي، وكانت كلمات والدي «أنا معاكي لآخر الدنيا يا بنتي» تشجعني وتبعث فيا الأمل لأقف على أرض صلبة.

_ ما هي نظرة المجتمع فى الصعيد للبنت؟

البنت في الصعيد زي عصفور فى قفص، وأنا كسرت القيود وحيطان القفص عشان أخرج للحرية وأعمل الحاجة الصح، وعندنا في الصعيد مرفوض البنت تغني وانا مش بعمل حاجة غلط، لان دي موهبة بأديها بطريقة صحيحة وشكل لائق.

_ كيف أقنعت من حولك بالاشتراك فى مسابقة The voice؟

قوبل الأمر في البداية بمعارضة تامة ولكن حاولت مع والدي وأقنعته ان دي موهبة مثل اي موهبة وبالفعل وقف جنبي، وبعد عامين تمكنا سويا من إقناع اخويا ووالدتي وأهلي من حواليا، وبفضل الله هقدر أخرج كل طاقاتي فى موهبتي واخلي العالم العربي عينه عليا واحقق بإذن الله حلمي واحافظ على عاداتي وتقاليدي اللي تربيت عليها.

_ انتقدك بعض أبناء الصعيد عندما احتضنك الفنان محمد حماقي ما رأيك؟

الفنان محمد حماقي شخصية محترمة جدا لأبعد الحدود، وتعاطف معي لما رويت قصتي على المسرح ومدي المعاناة التي عانيتها واني حفرت فى الصخر فى ظل عادات وتقاليد شديدة، ولكن هذا الجزء لم يظهر للجمهور فى الحلقة، مما جعله يحتضنني كأخت مثل باقي أعضاء الفريق، فهو يتعامل مع جميع المتسابقين مثل أخوته تمامًا ولا يفرق بينهم، رغم أن احتضانه لي سبب لي بعض المتاعب لكني لا ألتفت لها.

_ هل شاركت من قبل في مسابقات فنية؟

اقتصرت فقط مشاركتي على بعض الحفلات الصغيرة منها حفل صوت الإبداع بالإسكندرية وحفل بقصر ثقافة أسيوط كان يحضره الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين وصفق لي كثيرا، وحفل بسوهاج، بالإضافة إلى نشر أغنيات بالسوشيال ميديا، ولكني أرغب أن أكون الفتاة التي تغير فكر أهل الصعيد تجاه الفن بالنسبة للسيدات، خاصة أن الصعيد يقارب 40 مليون نسمة.

_ ما هو الشيء الذى لم تجديه فى محافظتك سوهاج وتتمنين وجوده؟

لم أجد الدعم لتنمية موهبتي، ولم أتمكن من التدريب، لذا أطالب بوجود مؤسسات تقوم بدعم المواهب وتنميتها فى كافة المجالات حتى تخرج تلك المواهب للنور، كما أنني واجهت انتقادات من أقرب الناس ومن عائلتي، وحتى الان أواجه انتقادات من حولي وخاصة المجتمع المحيط الذي لم يعتاد على ان تخرج من بينة فتاة تقوم بالغناء.

_ هل تأثرت بالانتقادات؟

لا ألتفت إليها، وإن لم تكن أثرت بالإيجاب فهي لم تؤثر بالسلب، فهي تقويني لأثبت ذاتي حتى يعلم الجميع اني صاحبة موهبة ولم افعل شيئا خطئا، وتلك الانتقادات دليل على النجاح.

_ ما هو هدفك المستقبلي؟

هدفي ان صوتي يوصل للعالم كله وأكون ذات شأن ورقم واحد بالعالم العربي فى الغناء، حتى لو أخذ هذا الأمر وقتا طويلا سأسعى إليه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً