على مقربة من الطريق الصحراوي الشرقي المطل على ضفة النيل الشرقية بمحافظة المنيا، تقع زاوية سلطان أو كما يطلق عليها الأهالى "زاوية الأموات" لما تحويه من عدد كبير من المقابر التي أضحت في الوقت الحالي مساكن تجمع الأحياء والأموات معا في بنايات متلاصقة.
علي بعد نحو 5 كيلو مترات تقع قرية "زاوية الأموات"، وتضم بين أروقتها مدافن عدة ما بين مقابر الأهالي ومقامات أولياء الله الصالحين، وأبناء الطرق الصوفية، والمشاهير، ورغم كونها مقابر أعدت لمن رحلوا للعالم الآخر إلا أن الأحياء يشاركون الموتي في العيش إلى جوارهم، حتي التصقت جدران المنازل التي قطنها الأحياء بتلك المقابر التي سكنتها جثامين الراحلين.
اقرأ أيضا: "أهالينا الطيبين".. سكان "مقابر المجاورين" بمنشأة ناصر أموات على قيد الحياة
يقول محمد حسن: أنا وأسرتي نعيش بمقابر زاوية سلطان أو كما يطلق عليها زاوية الأموات لأن أسرتي لم تجد مأوى آخر للسكن أقل سعرا سوي هذا المنزل الذي نعيش فيه ويجاور إحدى المقابر التي دفنت بها عائلة كاملة.
وتقول سنية سعد: منذ أكثر من 16 عامًا أعيش وزوجي وأبنائي داخل منزلنا الصغير بقرية زواية سلطان، موضحة أن البعض يتعجب من استمرارنا في العيش بجوار الموتى لكن الحقيقة أن مجاورة الموتى أفضل بكثير من مجاورة الأحياء، مشيرة إلى أن أبنائي يخرجون للعب أمام المنزل وأنا مطمئنة عليهم لكونهم يلعبون أمام إحدى المقابر وليس في الشارع فيكونون معرضين للخطف أو حوادث السيارات بالشارع.
ويقول علي عبد الله: لا توجد لدينا أي تخوفات مما يرددها البعض عن انتشار الروائح الكريهة من جثث الموتى عقب دفنهم أو تراودنا أشباحهم مثلما يردد البعض لكن الحياة هنا حياة هادئة بعيدا عن السكن في أماكن أخرى أكثر ازدحاما بالأحياء.
وتابع: مقابر زاوية الأموات تضم عددا كبيرا من جبانات ومقابر المشاهير، فبها قبر الراحلة ابنة محافظة المنيا هدى شعراوي التي تقطن بجوار جثث أسرتها، فضلا عن وجود عدد كبير من مقامات أولياء الصالحين وأصحاب المعجزات، حيث يتردد على القرية المئات من الزوار لنيل بركاتهم على اختلاف أيام الأسبوع وليس في يوم محدد.